قدّم مؤخرا كل من السيدين "عمار غول" وزير الأشغال العمومية و السيد "عبد العزيز زياري" وزير الصحة و السكان إجابات كتابية "تسويفية" و "غامضة"على أسئلة كتابية تقدم بها النائب عن ولاية الجلفة السيد "محمد الطيب السالت"، لتأتي بعدها التعليمة الأخيرة التي أصدرها عبد المالك سلال، حول التوظيف في الجنوب و الامتيازات المخصصة لشباب الجنوب و التي شملت عشرة ولايات من الجنوب دون ولاية الجلفة، و تضع في الواجهة سؤالا قديما-جديدا "كيف تنظر السلطات المركزية إلى ولاية الجلفة؟". النائب "محمد الطيب السالت" تقدّم بسؤال كتابي إلى السيد وزير الأشغال العمومية. حيث جاء السؤال بطريقة مباشرة و لا تحتمل أي لُبس أو سوء تأويل و فهم، و هذا بشأن الطريق الوطني رقم 1 الذي يشق ولاية الجلفة من الشمال إلى الجنوب و كذا "التنامي الخطير لحوادث المرور" و "اختناق حركة السير في الطرقات و تردي بعض منها" حسب نص السؤال. و جاءت صيغة السؤال مباشرة و كالآتي: متى تنطلق الأشغال بالطريق المزدوج الرابط بين مدينتي "حاسي بحبح" و "بوغزول" شمال ولاية الجلفة، و كذا الأشغال بالطريق الرابط بين مدينتي "الجلفة" و "سيدي مخلوف" جنوبا؟ عمّار غول وزير الأشغال العمومية قدّم ردا أقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه "تسويفي" و "غامض"، لأن السؤال هو "متى تنطلق الأشغال؟" و لكن الجواب كان "إن انطلاق أشغال انجاز ... متكفل به" ثم راح معالي الوزير يقدم تفصيلات تقنية أخرى حول الطرق الإجتنابية و الدراسات الهندسية و الجيوتقنية و المحولات و تعديل مسار الطريق القديم ... و هي كلها تفصيلات جانبت لب سؤال السيد النائب و لم تخدم كنهه بل و جعلتنا نشعر بأن ال "متى" ستكون بعيدة و صعبة المنال في ظل الكلام الكثير الذي قاله الوزير ... فكان جديرا بال "غول" أن يجيب على قدر السؤال لأن الإجابة تهمّ أكثر من مليون و ربع مليون مواطن. أما الوزير زياري المشغول هذه الأيام بالأزمة التي يعرفها الحزب العتيد و التي يقال أن هناك أطرافا ترشحه للأمانة العامة للأفلان، فقد نَحَى نحو زميله في الحكومة بل و أخطأ كاتب إجابته في لقب نائب ولاية الجلفة و حوّله من "السالت" إلى "سلات" (!!) النائب سالت قدم هذه المرة أيضا سؤالا واضحا و هو حول عدم تعيين طبيب أخصائي في أمراض السرطان مكان الأخصائية "برونسي" التي تم ترقيتها إلى منصب أستاذة مساعدة بالمستشفى الجامعي بالبليدة. غير أن إجابة زياري جاءت متأخرة بأكثر من شهر من تاريخ ايداعها، بل و راح الوزير (هل يجيد القراءة و الكتابة باللغة العربية؟) يسرد أرقاما علينا و إحصائيات حول مرض السرطان بالجلفة. تخيلوا أن رد وزير الصحة و السكان جاء بأسلوب "الحشو" بل و وردت فيه 04 فقرات كاملة حول كرونولوجيا واقع الصحة و نقص الأطباء الأخصائيين بولاية الجلفة. و هذا بطريقة توحي و كأن صاحب السؤال - مع احترامنا الشديد للسيد النائب الوحيد إلى حد الآن على الساحة- لا يعرف هذا الواقع المرير .. أو كأن النائب المحترم لا يعرف أن الدكتورة برونسي قد تحولت إلى البليدة. إن ردّ زياري قد تَبَّر إحصائيات جمعية مرضى السرطان تتبيرا ... و هذا حينما ورد فيه أن مرضى السرطان لا تتعدى نسبتهم 0.05% من سكان ولاية الجلفة. تخيّلوا الإهانة التي ما بعدها اهانة لمليون و ربع مليون مواطن من طرف وزير حينما يردّ عليهم بطريقة "استصغار" و "ابتذال" بل و "تلقين" و كأننا في مدرسة ابتدائية ... و هذا حين أعطانا "معلومة مهمة جدا جدا" في قوله "تعيين اختصاصيين سيساهم تدريجيا في تحسين العناية الصحية المتخصصة" ... شكرا يا معالي الوزير البروفيسور على هذه المعلومة !! السيد النائب عن ولاية الجلفة محمد الطيب السالت ... لابد لنا في هذه السانحة أن نكبر ما تقومون به في إطار مهامكم كنائب منتخب عن ولاية الجلفة .. غير أن إجابات الوزيرين المذكورين لم تقدم لنا أي جديد، لأن وزير الأشغال العمومية قد ربط انطلاق أشغال الطريق- الذي قتل ما قتل - بالمستقبل المجهول. أما وزير الصحة فقد أهان 0.05 % من سكان ولاية الجلفة المصابين بالسرطان و عزا ذلك بقوله "نظرا لكثرة الطلب" ... و زاد على ذلك بأن ربط تعيين أخصائي أورام بولاية الجلفة ب "الدفعات القادمة" و ليس "الدفعة القادمة" التي ستكون تقسيماتها (la répartition des spécialistes) في شهر آفريل ... السيد النائب ... نحن لسنا من هواة "تحليل خطاب" الوزراء ... بل إننا نكتب لأننا نعاني فعلا و أنا واحد ممن مسّهم السرطان في ثلاث أفراد من عائلته و قضوا بسببه. هل يعتقد الوزيران المذكوران أنكم بحاجة إلى أوراق تضيفونها إلى بريدكم الوارد "courrier arrivée" أو لتقديمها في حصيلة عام بعد حملكم لأمانة تنوء الجبال عن حملها ؟؟ لك الله يا الجلفة ... و التاريخ يكتب و لا يرحم