ترددتُ كثيرا قبل أن أنشر هذا الجزء من رسالة هذا النائب... ليس لأن ولاية الجلفة تجمعني بهذا الشخص كما قد يتصوّره البعض... فأنا لم أكتب يوما بعصبية جاهلية و لا بجهل متعصّبين و لا بِحميّة الجاهلين، ولكن نظرًا لهول ما قرأت في رسالته التي صدمتني و قضت على آخر بصيص أمل في نوّاب صاروا ممثلين للشّعب بنسبة 11.11% (باقتطاع نسبة المقاطعين و الممتنعين و المصوّتين لباقي القوائم من الكتلة الناخبة الجلفاوية) ... حتّى الأسئلة الكتابية لم تعد تشكّل لنا بصيص أمل بعد أن أصبح الوزراء يلقّنوننا دروسا - مثل دروس الطور الابتدائي - بواسطة نوّابنا في البرلمان حول أنّ " تعيين اختصاصيين سيساهم تدريجيّا في تحسين العناية الصحية المتخصصة" !! صدّقوني لقد ملأ الدّمع مقلتيّ و لم أعد قادرًا على الكتابة و صرت أخشى على نفسي بعد أن قرأت رسالة هذا الذي يسمّي نفسه نائبا...قرأتُها مرّة و فُجِعْت بها ثم تشاغلت عن نصّها طيلة أيّام كوني -ربّما- اعتقدتُ أنّني قد تسرّعت في فهم محتواها. ترددتُ لأنه من عادتي التريّث قبل اطلاق الأحكام و لأنه من عادتي استقراء الأرقام و المعطيات قبل استقراء التوجهات و الإيديولوجيا من أجل الحكم على الناس. و لكن حينما تجد نائبا - و ما أدراك ما نائب - يَمُنُّ عليك بأنه " يحاول أن يوصل صوتك لدى وزير" رغم أنه - على لسان نفس النائب- "رجل أعمال"... ساعتها سوف تدرك فعلا أن كل ما تكتبه سوف يكون مجرّد صرخة في واد أو كما يُقال محليًّا "راك تكرّ حمار جيفة" أكرمكم الله. رسالة السيد "النائب" عبر الفايسبوك لماذا تكتب و لمن تصرخ و أنت ترى بين ناظريك نائبا يجعل "مقاولته" هي الأصل و "نيابته" هي الفرع؟؟ عندما تجد نائبا يرسل اليك نسخة عن مساعيه لدى وزير بخصوص شأن محلي، وهذه النسخة ليست الا رسالة من بريده هو - النائب - الصادر و ليس حتى نسخة من رد الوزير ... عندما ترى ذلك تدرك فعلا أن نوّاب الجلفة يريدون أن يقدّموا لنا حصيلة أعمالهم بعد عام من النيابة و ماهي هذه الحصيلة؟ ... انها مجرّد نسخ من بريدهم الصادر و الوارد. يعني نوّاب الجلفة يستجوبون و الوزراء يجيبون على الأسئلة بلغة الخشب... أيها النواب اذا كنتم مقتنعين باستجوابكم لوزير الصحة حول قضية السرطان بالجلفة، فما رأيكم لو تجرّبوا طرقا أخرى غير الإستجوابات ، دعونا على الأقل نرى استماتتكم في الدفاع عن ذلك مثلما استمتتم في الدفاع عن رفض مدير التربية المعين بالقوة العمومية. نحن لا نريد أن تكون حصيلة عملكم في 12 ماي 2013 سلبية و عبارة عن استجوابات و اجابات و المشاريع توزّع هنا و هناك ... مستشفيات جامعية، مراكز علاج سرطان (الشلف و أدرار مؤخرا)، مصانع و قروض بلا فوائد ... كل ذلك على أساس جهوي و نُوّابنا الميامين لا نكاد نسمع لهم رِكْزا !!نحن نُنَزّه نوابنا على أن نصف أيًّا منهم بالمنافق الذي من صفاته إذا عاهد غدر !!