يبقى يتذكر تاريخ الجلفة بعد ظهر يوم الخميس 21 ماي 2009، اكبر جنازة لواحد من كبار الشخصيات الدينية في القرن العشرين بالمنطقة ، جنازة المغفور له الشيخ سي عامر محفوظي رحمه الله ، ويتذكر كل من حضروها بأنهم ودعوا الأب والجد والأخ وكبير كبراء القوم وسيد سادتهم ، ودعوا الإمام والمفتي والمصلح والمربي والعاقل والقائد والأمير، مهما اختلفت الصفات والآراء كان الشيخ سي عامر وببساطة سقف الجلفة الكبير ، بل كان الجلفة بحد ذاتها .حمل نعشه الشباب والمواطنون من كل الفئات والأعمار ، مشت العجائز والنسوة ، ابكي عشرات الآلاف من بسطاء الجلفة وكبرائها ، نعاه وعزاه الآلاف ممن قدموا من مختلف مناطق الوطن ، ودعه الجميع وكأنما يودعون أغلى الأشياء بل كل شئ . كان سي عامر رحمه الله من أوائل رجال التربية والتعليم بعد الاستقلال وللأسف غابت وزارة بن بوزيد ...، وكان سي عامر الشخصية الدينية الأولى على مدار أكثر من 20 سنة الأخيرة وغابت وزارة غلام الله ...، وكان المرتع العلمي الكبير لباحثي وعلماء المنطقة وغابت وزارة حراوبية... ،وغاب معهم وللأسف الشديد كل ولاة الجلفة على مدار تلك الفترة... ، ولم يشفع لهم الحضور اليومي والدعم المعنوي لوالي الولاية الحالي جزاه الله كل خير. مسلسل العتاب يطال بالأساس وزراء المنطقة ، فباستثناء بلحواجب وعبادو الذين نعيا الشيخ بحرارة واعترفا بان سي عامر رحمه الله كان بمثابة المعين في تسيير شؤون الدولة ، فلا رحماني ولا عبداللاوي ...، ولا حتى من يحسبون أنفسهم على الجلفة بدأ من بن بيتور... مرورا ببن عيسى وانتهاء ببلخادم .... غاب سلال وهو الذي قدم مع 6 وزراء في أخر أيام الحملة الانتخابية متوددا لسكان ولاية الشيخ سي عامر في ان يدعموا الرئيس ، وما كان من طيبة الخاطر وكرم الضيافة أن أعطي سلال ومرافقيه أكبر سلة لدعم الرئيس الحالي . حتى قادة الأحزاب السياسية غابوا ، ولم يحظ الشيخ ولو بإيفاد ممثل عن الوزارة الأولى وهي التي يكتسح فيها حزب اويحي كل بلديات الولاية . ولم تسلم جرة حمس ، ولا كتلة مناصرة ، ولا مناصره الدان ابن المنطقة ، ولا حتى أحزاب الفتاة التي تتفنن في جمع توقيعات البسطاء من أبناء المنطقة وفقرائها، وغاب بلخادم و معه كبار شخصيات جبهة التحرير.. عتبنا عليكم يا كبار رجال الدولة هو حبا للشيخ رحمه الله، وتقديرا لهاته الشخصيات التي كان يحترمها سي عامر رحمه الله احتراما شديدا ويكبر بها في كل المناسبات والمواعيد.وجزي الله عنا كل من قدم معزيا متحملا مشاق السفر ، وندعو للذين لم تسعفهم الظروف بالخير والرحمة . نحمل بكثير من التفهم غيابكم وفي نفس الوقت تعتصر القلوب لغيابكم، لأننا ألفناكم أبناء للشيخ، منصتين متحدثين له بأدب واحترام، ما خانتكم الجلفة عبر الأيام في كل المناسبات، وفي كل المواعيد... في اكبر حدث بالجلفة ..الصحافة الوطنية "اللاحدث .." يحمل سكان الجلفة بكافة شرائحها احتراما شديدا للإعلام الوطني ، وبمختلف وسائله ، فالمقروئية للصحف تحتل الجلفة بها الرتبة الأولى وهذا حسب إحصائيات رسمية ، وتحتل التلفزة الوطنية والإذاعة مكانة مقدسة في كثير من البيوت وتنتشر بين عائلات عديدة ، وللأسف الشديد غابت كل هاته الأشياء في جنازة إمام الجلفة الكبير ..ربما يعتب بعضهم بتغطية نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم ، فرب عذر أقبح من ذنب ... بل من المؤسف ان تتصدر الصفحات الأولى من يوميات تسحب أكثر من 500 ألف نسخة يوميا ،تفاصيل دقيقة ومقالات وتعليقات وتحليلات لوفاة مناصر لنادي مغمور، بل هي نفسها الصفحات التي تتغذى بأعراض الناس وهمومهم ، فكم فبركت هاته اليوميات فضائح ومشاكل عن المنطقة لتسوقها إلى أبناء المنطقة ذاتها ،إدراك لحجم انتشارالمقروئية في جهتنا ، متجاهلة أخلاقيات المهنة ، ورامية بعرض الحائط الأخلاق والقيم ، لتبيع وتسوق الفتن والهراء وضحالة المستوى ... عتبنا على رؤساء التحرير كثيرا ، وعلى مراسلي هاته الصحف أكثر ، وهم من نعرفهم في تلفيق الفضائح والمتاجرة بالإخبار عبر موائد دسمة ، وتذاكر بنزين ...ألفناهم يسارعون في الفتن ، وغابوا وغابت معهم أقلامهم وكاميراتهم الأنيقة في عزاء الشيخ وتشييع جثمانه الطاهر ... ومن باب القول للمحسن أحسنت وللمسئ أسئت فالعلامة الكاملة لإذاعة الجلفة الجهوية ، ولكل طاقمها في الدور الذي لعبوه وبامتياز في محنة أهل الجلفة .. وعزاؤنا في فقداننا أحد الشخصيات الهامة في تاريخ المنطقة ، والجزائر قاطبة ، الشيخ سي عامر محفوظي رحمه الله ،هو عشرات الآلاف من الجموع التي حضرت وحاضرت وحضرت ، وزرافات المعزين الوافدين أبلغهم العلي الكريم مقاصدهم ، وجزآهم عنا كل الجزاء .