تحياتي وبعد ... قبل أيام كتبتُ للناس على لسانكَ فَقلتُ لهم أيها الناس : ( سبلت حياتي فداءً للجزائر وأنا في ريعان الشباب فكنت رفقة من جاهدوا حتى تحريرها من أيدي الإستعمار الفرنسي , وبعد اللإستقلال كنتُ وزيركم وبعد جهدٍ اعتليتُ أفخم المناصب بعيدا عنكم وبطلبٍ منكم جئتُ من دلالي وعِزي وصِرت رئيسكم كفكفتُ بكم دماءكم وألفتُ برحمة الله بين قلوبكم وبعزته سيرتُ أمور البلاد والعباد قدرَ المستطاع وبفضل ربي عاد الأمن والسلام , وبدهاءٍ مني ساويت بين من قُتِلَ ظُلما وبين من قطّع الرِقاب لتبقى الجزائر كبيرة فوق كل الطامعين , وحدتكم وحاربت شغبا وفوضى ومكائدَ حتى لا تعود الفتنة ) . كنتُ أكتب صوت الصدق وصوت اليقين وما زال يقيني ثابتا أنك رجل لم تُنجب الأرض مثله ولن تفعل هكذا هم المميزون قلما تجود بهم الحياة. عاركتَ جبهات ولم يكن من السهل التغلب على أشباح نسمع وقع مكائدكم هنا وهناك , كنت تلملم الوطن كمن يخيط سترة لابنه وتحضنه من كل الجهات تحمي حدوده , رجال الجزائر وعيونهم التي لا تنام جهدهم أكبر من أن تكتبه كلماتنا وأكبر من مال ينهبه البارونات التي أتخمتنا رائحتهم. وتهافتُ البعض للترشح لا يعني أنهم أهل لذاك ولا يعني أنّ الجزائر عاجزة على أن تلدَ رجلا قلبه وطن , لكن الكفاءات غالبا ما تحتمي تحت الظِل تنتظر الصدف ونظرة قدر فالأنقياء لا يركضون إلى الكرسي بل تحملهم إليه أيدينا . قد يقول البعض أنني موالية للنظام فهذه العبارة أدمنتها عقول تنادي للفوضى والتخريب لِأرُد عليهم وكلي ثقة أنه ليس عيبا أن أكون مع نظامي وبكل عقل ومحبة , فالمشهد برمته أطماع وطامعون بعضهم هنا في الداخل والبعض هناك وراء الحدود يتربص بنا بل ويضرم النار كلما شم رائحة زيت , وكم ظهَرتْ عقولٌ صغيرة في وطني تصب الزيت فقط لأنها ضدٌ وممانعةٌ , فأين نخوتنا التي كانت دائما تقول : أني مليون خط أحمر دون وطني ؟
اسأل الله لكم الصحة وللوطن السلام فاللهم يا مَن ولَيت العزيزَ علينا وكان عزيزا بيننا أمنَح الجزائر رجُلا تكون الجزائر أحب إليه من نفسه وأهله و أمنحنا وسائر بلاد العرب أمنا وسلاما تتوق إليه روحا قاست ويلات الإرهاب