إن بنيان الجملة الشعرية وفق أسلوب المكاشفة الذاتيه وأيمانها في الحياة وكما قال موسيه ( إن العمل الأدبي قبل أن يكون نتاجا أو تعبيرا هو بالنسبة الى الذات المبدعة وسيلة للكشف عن الذات ) وهذا ما يعطي الى اللغة منهجية صياغة المفردات وفقط أيقاعها الجواني لأنها التعبير عن صدى الصوت الداخلي للفكرة المكونة في أدراكنا لكل مساحات الحياة التي تقارب ما نعيشه من أزمة في داخلنا وما (آمنت) والأصرار عليها في أسلوبية كتابة النص إلا التعبير عن كل هذا , وأستطاعت الشاعرة فتيحة عبد الرحمن الأيصال الفكرة المتشابكة مع أعتقادها الثابت داخلها أي أن الشاعرة أستطاعت أن تبني النص على هندسة البناء العمودي لأسلوبية النص , وهذا ما جعل النص هو التأكد على التصور الأدراكي لأعتقادية الذات وسط المعنى التي تنشده في حياتها لكي تؤكد منهجيتها في الحياة وأيماناتها فيها والتي صارت الصدى المتمازج مع صوتها الداخلي الذي يبرز لكل ما تؤمن به في الحياة , وما جعل الجمل الشعرية تتدرج بالبؤرة النصية وفق تحكمات اللغة في صوتها الداخلي أي أنها تعيش ذاتها من الداخل ولا تريد أن تتجاوزها لكي يتحول كل شيء حولها الى الزمن لا ترغب أن تراه في الحياة (آمنتُ /آمنتُ باللحن الجميل الناطق /من صمتيَ المسلوبِ أسباب الحياة / وبعزف حرفي حين تُخْنق غصتي / في حلق حلم كان يرجوها الحياة ) الشاعرة حددت لحظة الأيمان هي لحظة المكاشفة مع الذات وما تريد أن تراه في الحياة أي أنها تريد الحياة أن تعيشها من الداخل وليس حسب مظهريتها الخارجية وتموضعها , فهي تنشد الثبات في الحياة لا الحالة المتحركة فيها بكل ما فيها من فعل لا يؤدي الى حالة الأيمان واليقين , و لا تسعى إلا أن ترى الحياة تنطق بما يمثل اللحن الجميل بدل صمتها المسلوب من أسباب الحياة , و تريد رغم مرارة الحياة التي تشعر بها من الداخل تريد أن ترى كل شيء حولها يتحول الى ما هو جميل لأنها تريد الحياة التي ترجوها في أحلامها رغم أنها مسلوبة الحياة من الداخل لهذا تريد أن توصل صوتها المختنق داخلها وأن ترى الحياة أجمل كالحلم الذي ترجوه أن يتحقق بعيدا عن الأستلاب والقهر الذاتي .. آمنت بالروح ... أنينُها نغمةً قد رتلتها في الأعالي نجمة حين اهتدت سّر الحياة آمنت بالصمت المسافر في دمي وبأبجديات انتظار ليسَ يدرك كنه إلا أنا آمنتُ أنّ القلب في عمق الكيان سواحل شطآنها من صخرة صماء يسكنها الصدى إنها تريد أن تعيش وترى كل ما تؤمن به في الحياة لأن كل ما تؤمن به هو الشيء الجميل والعالي لأنه يمثل سر الحياة (آمنت بالروح ... أنينُها نغمةً /قد رتلتها في الأعالي نجمة/حين اهتدت سّر الحياة ) كل مايرمز الى الروح ماهو إلا تراتيل العلو والسمو وهذا ما يعطي الحياة قيمتها الحقيقية (آمنت بالصمت المسافر في دمي /وبأبجديات انتظار ليسَ يدرك كنه إلا أنا /آمنتُ أنّ القلب في عمق الكيان سواحل /شطآنها من صخرة صماء يسكنها الصدى) رغم الصمت المسافر في دمها ولكنها تعي قيمة الحياة ومع كل ما ترى حولها ولكنها مازالت متمسكة منتظرة أن يتحقق كل ما تحلم لأنها تعيش صداه داخلها , وهي تريد أن تقول أنها لن تفقد الأمل في حدوث التغير نحو ما تؤمن به لأنها مؤمنة به في أعماق كيانها رغم صدى صخرة الصماء بعدم حدوث التغير لكنها تصر على الأنتظار أن يتحقق ما تنشده في الحياة ورغم أنها صامته ولكنها تدرك كل شيء حولها ... آمنتُ بالليل الطويل وأحرفي وبهمهمات تجمع الذرات من أقصى المدى آمنت أنّ العمر لحظةُ حالم وبأنه من همسة ينساب لحنا في الجوى ترنو له الذرات تهتف أنها تحيا بحلم حلّقت حتى النجوم آمنت أنّ سفينة الأشواق تبلغ موردي لتعود بعد الموت تحييه الأمل آمنت بالصمت المرير وأدمعي و بآهة في الروح تُسقى من ندى صبر جميل وتستمر بأصررها على تحقيق ما تريد من تغير رغم الليل الطويل حولها وهمهمات التي تراها حولها لكنها من الداخل متمكسة ومؤمنة أن الأتي سوف يأتي ما تريد وأن تراه في حلم يشدها الى الحياة لأن الحياة ماهي إلا لحظة حلم وكل شيء في الحياة يتحقق بالحلم , الحلم الذي تمسك به وتعمل من أجله و حلمها هوما إلأ رمز لكل ما هو سامي لأنها تريد أن ترى كل شيء يسمو ويتعالى نحو الأعالي والنجوم (آمنتُ بالليل الطويل وأحرفي /وبهمهمات تجمع الذرات من أقصى المدى /آمنت أنّ العمر لحظةُ حالم /وبأنه من همسة ينساب لحنا في الجوى /ترنو له الذرات تهتف أنها /تحيا بحلم حلّقت حتى النجوم) تريد أن ترى الحياة فوق لحظتها التي تراها حولها وطبعا هذا لا يتحقق إلا بالصبر الجميل والعمل المستمر من أجل تحقيق الأحلام (آمنت أنّ سفينة الأشواق تبلغ موردي /لتعود بعد الموت تحييه الأمل /آمنت بالصمت المرير وأدمعي /و بآهة في الروح /تُسقى من ندى صبر جميل ) مع أنها تريد أن يحدث التغير وشوقها الكبير الى هذا التغير ومرورها بلحظات يأس لكنها تعود من الموت لتحيا الأمل , لأنها مؤمنة بالأمل لأن دون الأمل تموت الحياة ,مع أنها تعيش من الداخل المرارة والدموع وآهات في الروح لكن الأمل متمسكة به رغم كل هذه اللحظات التي تعيشها لهذا تنشد أن تصبر الصبر الجميل من أجل أن تحدث التغير الذي تريد ..الشاعرة هنا أستطاعت أن تخلق جمل شعرية متماسكة في عنونة النص وفق التجاور في المعنى والذي أدى الى خلق أيقاع هرموني في سمنفونية الدلالات التي تريد أن توصلها الى المتلقي وضمن صوت أنسيابي هادئ رغم التوتر الصوتي في النص , و الشاعرة أستطاعت أن تسيطر على أيقاع النص وفق تدفق الدلالات الموحية بالجمل الأستدالية التي تعطي الأيحاء في أسلوب التقارب والتشابك اللغوي حيث تتناسل الجمل الشعرية مع بعضها مع تكرار لحظة الأيمان ( آمنت ) وهذا ما خلق أيقاع متجانس ومتناظر في مستوى التكوين الجملة الشعرية وضمن أنساق التوازي وهذا ما أعطى مساحة واسعة من التكثيف والتركز البؤري في ريؤوية الصورة الشعرية الأدراكية في ذهنية النص... تُسقى من ندى صبر جميل آمنت بالحب المسافر في دمي وبأحجيات ليس تشبه غيرها تهفو لها الأرواح ترجوا عطفها حتى إذا ما أدركت كنه الحكاية كلها أني أنا آمنت بالموت المؤبد في دمي تستمر الشاعرة على أصرار الأمل والصبر الجميل من أجل الوصول الى ما تنشده في الحياة (تُسقى من ندى صبر جميل /آمنت بالحب المسافر في دمي /وبأحجيات ليس تشبه غيرها /تهفو لها الأرواح ترجوا عطفها )وتحاول أن تنشد هذا الصبر لأنها مؤمنة بالحب المسافر بدمها ولكنها في لحظة تكشف ما في داخلها رغم كل هذا التمسك ولكن أحجياتها لا تشبه غيرها و هذا ما يؤدي الى الترجي والعطف من روحها لأن حكايتها ليس مثل الحكايات , ولأنها تدرك أن ما تريده هو حكاية لا تستطيع أن تراه قريب إليها لهذا فضلت الصمت والموت المؤبد (حتى إذا ما أدركت /كنه الحكاية كلها /أني أنا /آمنت بالموت المؤبد في دمي ) ولأنها وصلت الى حالة أن حكايتها التي تنبع من داخل روحها لا تجدها في الحياة مع أيمانها الكبير بهذه الحكاية , لهذا فضلت الصمت الأبدي , لأنها تريد كما تؤمن بها وليس ما هي موجودة حولها وما تأكد على ( أني أنا) ما هو إلا التأكد على أصرارها ولكن فضلت الصمت والموت المؤبد في دمها أي أنها تعيش كل ما تريده في داخلها دون أن تفقد حلم الحكاية التي تنشدها ,والشاعرة أستطاعت أن تخلق نص يقارب الذات من الداخل وفق أيمانها في الحياة والأصرار على هذا الأيمان ولكن لأتساع الظروف حولها جعلها تؤمن أن الحياة التي تعيشها في الداخل أفضل من أن تنهزم داخلها لهذا بقيت على أيمانها ولكن من الداخل و والشاعرة حققت نص منسجم من الداخل وفق الرؤيا التي كشفت فيها ما هو جوهري في لعبة الحياة وما تريد أن تصل إليه وبأسلوب لغوي متماسك أعطى الى الأستعارة والرمز المتكون من خلالها أبعاد ذاتيه في جوهرية الأنتماء الوجودي لقدر الإنسان وعجزه عن تحقيق ما يريد مع أنه مؤمن بكل ما هو يقيني وحقيقي لكنه يفضل الصمت والموت المؤبد في الداخل لكي لا ينهزم من داخل ذاته