احتضنت قاعة محاضرات مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" يوم أمس فعاليات تكريم عدد من شعراء الجلفة، حيث عرفت هذه العملية انطلاقة فاعلة كانت بدايتها من بلدية عين وسارة أين كرّمت مديرية الثقافة الشاعر عزوز عقيل، والشاعر سليم دراجي رفقة الشاعرة نعيمة نقري، وفي هذه الطبعة في بلدية الجلفة اختارت مديرية الثقافة أن تكرّم الشاعر والمنشط الإعلامي محمد مويسة الذي كان له دور فاعل وهام في المساهمة داخل أجواء الثقافة التي ظل مخلصا لها كشاعر وكمنشط أو إعلامي، كما أسس العديد من النوادي الأدبية والثقافية الإبداعية، على غرار النادي الذي ساهم في تأسيسه رفقة الشاعر والإعلامي المرحوم عامر دباب بدوي، كما اشترك في تنشيط فعاليات أدبية وتربوية وثقافية بدار الثقافة "ابن رشد" كان لها أثرها المعنوي في حضوره الذي يتسم بالخبرة والنضوج، بالإضافة إلى رئاسته للمجلس الثقافي الإستشاري، ولعل هذه المساهمات كلها وغيرها أكدت حضوره الدائم والمستمر في المشهد الثقافي لولاية الجلفة. وباقترابنا من هذه الشخصية المكرّمة، أكد لنا محمد مويسة أنه سعيد بهذا التكريم وهذه المبادرة التي تحسب لمديرية الثقافة، شاكرا مجهودات السيد عبد القادر جعلاب مدير الثقافة على وقوفه الهام مع المبدع والمثقف أساسا، لكنه انتقد التشرذم الحاصل بين الإطارات الثقافية وقال إن رسالته وصلت لمدير الثقافة التي تتضمن الكشف عن الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الثقافية الثلاث، خاصة ما تتضمنه دار الثقافة، وإلا فهذا التمزق سوف يسيء للقطاع ككل. من جهة أخرى كرّمت مديرية الثقافة شاعرا متألقا وفارسا من فرسان قصيدة النثر في ولاية الجلفة، انتصر لحروفه وكلماته العميقة مجسدا الأبعاد الأخرى للفن الموسيقي الداخلي الذي يقبع في المعنى، وهنا تم تكريمه نظرا لمجهوداته القيمة في إثراء الساحة الثقافية الأدبية بحصص إذاعية تأتي في عمق تطوير الثقافة المحلية، والمساهمة في التعريف بأبناء المنطقة من كتاب وباحثين ومثقفين وأكاديميين لهم تجربة في الكتابة والتأليف، كما أن محمد بن جلول أصدر ديوانه "أوجاع باردة" كانت من أوائل السحب الكثيفة التي رصدت أجواء تجربته الإبداعية، وهو في إطار إصدار ديوانه الثاني في دار جزائرية بالعاصمة، كما أن لمحمد بن جلول مساهمات عديدة في الكتابة الإبداعية والإعلامية وكذا الإذاعية التي يحاول دائما من خلالها تجسيد خط مختلف داخل فضاءات الأثير في الجلفة، ونؤكد للسيد مدير الإذاعة أن حصصه من أهم الحصص التي تنتجها إذاعة الجزائر من الجلفة، التي تعبر حقيقة عن الوجه الصحي للمتعدد الثقافي في ولاية الجلفة، وعليه الاهتمام بهكذا حصص حتى يخرج الأثير شيئا فشيئا من صورته النمطية المحلية. كما عبّر الشاعر محمد بن جلول عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم الذي ينم عن استعداد مديرية الثقافة في الكشف عن هويتها الحقيقية، وهي التعاون في الأساس وبداية مع المثقف الإيجابي وتقديم كل الإمكانات في خدمة أهدافه النبيلة، كما أكد الشاعر محمد بن جلول أن هذه المبادرة يجب أن تستمر وأن تكون لبنة أساسية في بناء تصور جديد للمثقف بعيدا عن العنجهية الجهوية التي أضحت في دماء البعض ممن تشربت منهم الصراعات، ولذلك وجب الالتفاف جميعا والتوجه نحو هدفي محلي ووطني جمعوي يخدم الثقافة والإبداع في المدينة وخارجها. هذا وقد شارك في هذا اللقاء عدد من الشعراء محتفين مع أصدقائهم المتوجين، وموجهين رسائل كبيرة تهدف جميعها إلى الاهتمام الحقيقي بالثقافة في ولاية الجلفة لأنها عنصر أساسي في المشهد الثقافي الجزائري، بالإضافة إلى ذلك فقد أبهج هذا اللقاء مشاركة الفنان مصطفى ملاك بمقاطع موسيقية على آلة العود كان لها جوا خاصا مع إطلالات الكلمة، وقد قدم المربي الحاج بوشنافة الزين كلمة بالمناسبة شكر فيها هذه المبادرة ودعا إلى التعاون من أجل خير البلاد والعباد، كما شارك في هذه الأمسية أيضا الشاعر رابحي بن علية، والشاعر عبد الرحمن سالت، والشاعر جمال ولد بسطامي حضورا وكلمة.