حينما تقترب من مساحات هذه الشخصية المبدعة تدرك عن قرب معنى الطيبة الحقيقية، الشاعر سعد لطرشي من الشعراء الذين يحملون إخلاصا كبيرا للإبداع، هو مواليد في 08 ديسمبر 1955م، في "ابن زياد" المعروفة قديما بالروفاك (قسنطينة)، كان يعمل في سلاح الدرك الوطني كرقيب أول قبل التقاعد، لديه بعض المؤلفات في الشعر الشعبي نذكر منها "محن ومشاعر" صدر عن دار الكتاب العربي بالعاصمة سنة 2007م، و"الممحون في الفصيح والملحون" مخطوط، وأيضا أنتولوجيا في الشعر الشعبي بعنوان "ألحان وأوزان من السهوب والحضنة والزيبان"، وقد سجل بوسائله الخاصة شريط س يدي سمعي "الممحون في الملحون"، وشريط آخر بعنوان "مركبة القوافي"، عمل أيضا ككمثل حيث شارك في فيلم "الجيرة والناس" للمخرج الأستاذ بكراوي، رفقة كوكبة من الممثلين من بلدية عين معبد، شارك في عدة ملتقيات محلية ووطنية وأسابيع ثقافية في عدة ولايات، يعتبر من الأعضاء المؤسسين لنادي الأمل للإبداع الفكري والأدبي بالجلفة، وتغير اسمه إلى "نادي الحياة"، ومنذ تأسيسه سنة 2002م عمل كنائب لرئيس النادي ثم أمينا عاما حتى قدم استقالته أواخر 2011م. ومن خلال مشاركاته المتنوعة وعمله الدؤوب في تحريك النشاط الثقافي والمشاركات والحضور الفاعل، ارتأينا أن نقترب ولو قليلا من عوالمه الممتعة، باحثين عن مساهمات جديدة وأفكار إبداعية يحتضنها الشعر الملحون في هذه الشخصية الباحثة دائما عن الجديد والمنشغلة بهموم الإنسان والوطن. مجال الكتابة الشعرية مجال خصب.. كيف دخلت هذه العوالم؟ فعلا مجال الكتابة الشعرية مجال خصب ولا توجد مدينة من دون شعراء، أما عن شخصي فالإرهاصات الأولى والتأثر بالشعراء الآخرين موجود لدي منذ مدة، حتى دقت ساعة السفر من ليلة الفاتح نوفمبر 1998م ، حينها انفجرت موهبتي، فاستيقظت من نومي باكيا واتضحت لي خيوط الشعر الأولى، فكتبت قصيدة في الفصيح راثيا أحد مجاهدي بلدية "سليم" وهو زيان زبلي رحمه الله، ويعتبر من رموز الوطن الذين كافحوا من أجل الحرية، وقد اغتيل في صيف ذلك العام من طرف شرذمة من أنذل المخلوقات لعنهم الله، ومنها كانت الانطلاقة، عدت بعدها للشعر الملحون، فوجدت نفسي في هذا المجال أكثر من غيره، وذلك طبعا بعد تأثري بمآسي الأمة، وكانت المأساة الوطنية هي القطرة التي أفاضت الكأس. بعد هذه الثورة التي زرعت فيك ثورة إبداعية، كيف ترى حال الشعر بعد أن قيل إن الكتابة في مجال الشعر قد كسدت، واتجه الجميع لكتابة الرواية؟ لا أوافق أصحاب هذا الرأي، على أن الكتابة في مجال الشعر كسدت واتجه أصحابها للرواية، بل أقول إن الكتاب كثيرون، ولكل مجاله، فهناك الشعراء في النوعين معا فصيحا وملحونا، وهناك من هو مختص في لون واحد، وهناك كتاب القصة وكتاب الرواية، وهناك من يكتب في جميع المجالات . كيف تقيم الحركة الثقافية الشعرية خاصة في ولاية الجلفة؟ ولايتنا تزخر بالمبدعين في شتى المجالات وخاصة في الشعر بنوعيه، وهناك من ذاع صيته عربيا، بل تحصلوا على جوائزعربية وحتى عالمية، مثل الصديق ميلود حميدة والأخ عيسى قارف، وهناك من لم أتذكرهم في هذه اللحظة . إن ولايتنا من بين الولايات الرائدة في هذا المجال، بل إن إبداعات كتابها تعتبر هي المادة الأولية للصفحات الثقافية في الجرائد الوطنية، ونأسف أشد الأسف على توقيف الملتقى الوطني منذ عام 2008م لأسباب مجهولة، ونأمل أن يعود لنا في أقرب الآجال. كيف ترون عملية النشر، حدثنا عن تجربتك؟ عملية النشر طبعا تحفز المبدعين لا مجال للشك في ذلك، سواء كانت عبر الصحف، أو بطباعة المنتوج، أما عن تجربتي الشخصية فإني أذكر بأن أول قصيدة نشرت لي كانت في جريدة الفجر عام 2002م بفضل صديقي الحميم الشاعر عبد الرحمن سالت جزاه الله عني كل خير، ثم تابعت النشر رفقته في نفس الجريدة، ثم أسبوعية المجاهد وذلك بفضل أستاذنا وقدوتنا الأديب الطاهر يحياوي حفظه الله، ثم انتقلنا معه لجريدة المساء ولازلنا، نشرنا أيضا في صحف أخرى مثل كواليس والعائلة وبانوراما وغيرها، كما نشرت عدة مقالات وحوارات كنت قد أجريتها مع بعض الزملاء وفي عدة صحف. وقد حالفني الحظ بفضل صديقي الأبدي عبد الرحمن سالت والأستاذ الشاعر الكبير سليمان جوادي مدير الثقافة في ولايتنا سابقا -الله يجازيهما خيرا- ، وطبعت ديواني الأول باكورة أعمالي الموسوم بعنوان "محن ومشاعر" في الشعر الشعبي، في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007م، ولدي مخطوطان لدى الوصاية آمل أن يصدرا قريبا، الأول بعنوان "الممحون في الفصيح والملحون"، والثاني أنطولوجيا في الشعر الشعبي أيضا لعدة شعراء وأنا واحد منهم طبعا، بالإضافة إلى أخي وصديقي الفحل زياني بلقاسم والذي أحييه بالمناسبة وشعراء آخرون وشاعرات من عدة ولايات. ما هو رأيك في حركة وزارة الثقافة بعدما أصبح الشاعر عز الدين ميهوبي على رأسها، باعتبار أنه وزير يحسب على المثقفين والمبدعين أكثر؟ الأستاذ عز الدين ميهوبي وزير الثقافة حاليا، رجل ميدان وأظنه الرجل المناسب في المكان المناسب، بصفته كما تفضلتم محسوب على القطاع، لهذا فهو الوحيد من يستطيع فعل الكثير لهذا القطاع ونحن مازلنا ننتظر الجديد في الساحة الأدبية في ولاية الجلفة التي تزخر بالمبدعين وهم حجة على الوزارة، ولا أعتقد أن الوزير سيبخل بدعم هذه الولاية بما يستطيع، نسأل الله له التوفيق في مهامه. حدثنا عن مشاركاتكم الأدبية في الملتقيات الوطنية، وماذا استفدتم منها؟ مشاركاتي كثيرة، منها المحلية ومنها الجهوية والوطنية في كل من ورقلة وخنشلة والمسيلة وتيارت والنعامة والبيض وغيليزان وتيسمسيلت، وقد استفدت الكثير في الجوانب المعنوية، استفدت من خلال التعرف عن الكثير من الزملاء والاحتكاك بهم، وزيارة الكثير من المدن وما تحويه بلادنا من معالم وآثار سياحية هامة، نسأل الله أن يحفظها لنا من كيد الكائدين، أضف إلى ذلك كرمت مرتين الأولى في عين معبد عام 2003م من طرف نادي "الحياة الصحافة" للابداع الفكري والأدبي بالجلفة ، كنت عضوا فيه ومن مؤسسيه رفقة رئيسه المرحوم الكاتب الصحفي والشاعر "عامر دباب" رحمه الله، والذي دعمه بماله الخاص قبل أن يتلقى الدعم من الوصاية، جازاه الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته، والثانية من طرف لجنة الثقافة لبلدية البيض وهي الأخرى مشكورة. هي تطلعاتك الأدبية القادمة؟ تطلعاتي طبعا مثل باقي الزملاء هي أن أطبع المزيد من الدواوين وأن يكون لي مكان مع نخبة الشعراء والمحترفين للكلمة، كما ألفت انتباهكم وانتباه القراء الكرام بأنني شاركت مؤخرا في فيلم "الجيرة والناس" لمخرجه الأستاذ بوبكراوي محمد ، رفقة كوكبة من الممثلين الشباب لبلدية عين معبد، حيث لعبت دور الأب للإبن المشاغب بوغمامة محمد ، وآمل أيضا أن أستمر في التمثيل وأن مكانا هاما في هذا المجال كذلك، وللإشارة فإن هؤلاء الزملاء المذكورين بالإضافة إلى زيتوني مصطفى وعلي علوقة وغيرهم لديهم أفلام أخرى قبل هذا العمل، وهم أصحاب فرقة الصرخة المسرحية التي صالت وجالت بأعمالها الفنية، أخير أطلب من الوصاية أن يمدوا يد العون لشيخنا الإمام الأستاذ ميلود الأمين قويسم "مفتي الولاية" لكونه هو الآخر ينشط في مجاله ولديه 70 مخطوطا في انتظار الطبع. كلمة لقراء الجلفة انفو أشكركم أحبتي طاقم الجلفة أنفو على هذه الالتفاتة الميمونة، ومن خلالكم أحيي كل الشعراء وخاصة من شرفوا الولاية في المحافل الوطنية والعربية، دون أن أنسى طبعا قراءنا الأوفياء، دمتم جميعا بخير.