يعتبر الروائي ميلود يبرير من الأسماء الإبداعية في ولاية الجلفة التي اشتغلت على تعزيز مكان هام لها في الساحة الإبداعية الجزائرية والعربية، حيث فاز بجائزة الشارقة للإبداع عن روايته "جنوب الملح"، وحقق بذلك تواجدا معينا في الساحة الأدبية منشغلا بعالم الكتابة الروائية معتبرا أن هذا الفرع الأدبي أوسع الأشكال حيث وجد فيه حرية لا يجدها في مجال آخر، فهو يكتب لأنه يحب الكتابة و لديه ما يقوله، فقد اختار الرواية لأنها تتناسب مع همومه وشواغله وأسئلته، كما يعتبر الروائي ميلود يبرير شخصية محبوبة وقريبة من الجميع، يعمل في صمت وهدوء محاولا تحقيق مكانة أوسع وأرحب في مجال الرواية الجزائرية، ولذلك اقتربنا منه لنتعرف ولو قليلا عن مشاريعه الإبداعية. جنوب الملح.. هي الرواية الفائزة في جائزة الشارقة مؤخرا، هل لهذا الجنوب علاقة بالمكان.. باعتبارك من أهل الجنوب؟ الجنوب هنا ليس دائما جهة أو جغرافيا محدّدة، كما أنّك تعلم أن الجهات نسبية جدا، فالجلفة تقع جنوب العاصمة والجزائر ككل من جهة أخرى تنتمي إلى هذا الجنوب الكبير، جنوب المتوسّط، كما أن الجنوب محليا وعالميا يختزن الكثير من المعاني ومن الرمزية، طبعا جزء من الأحداث ومن خلال مستوى ما من مستويات القراءة يمكنني أن أقول أن هذا الجنوب هو تحديدا الجلفة، مدينتي التي تربيت وكبرت فيها ميلود يبرير.. اعتقد أنك من الأكاديميين الذين يدرسون الطب.. ماذا تجد في عوالم السرد؟ أجد حريّة الافتراض والتناول، أجد النقائض، في السرد أصنع قوانيني هل لديك تجارب سابقة في الكتابة السردية؟ كتبت القصة، لكن بشكل غير منتظم، أجد أن الفنين، فني الرواية والقصة، مختلفين كثيرين، وأن ما يتناسب مع ما أريد قوله هو الرواية يقال.. إن المبدعين ينزحون إلى الكتابة الروائية، لكساد الشعر وغياب صوته القوي لدى المتلقي.. كيف ترى ذلك؟ لا أدري، دوافع الناس للكتابة عديدة، أنا أكتب لأني أحب الكتابة و لديّ ما أقوله وقد اخترت الرواية لأنها تتناسب مع همومي وشواغلي وأسئلتي. أما في الجزائر فهناك من يكتب لأنه لا يجد شيئا آخر يفعله وهناك من يكتب لأن أصدقاءه يكتبون وهناك من يبحث دون جدوى عن الشهرة أو المال. نشكرك وأنت أحد أبناء مدينة الجلفة التي تتمنى لك تألقا في كل المجالات التي تستهويك.. ونتمنى أن نعرف مشاريعك القادمة..؟ أكتب ببطئ شديد، كعادتي، روايتي الثانية، متأملا كل هذا الخراب الذي يحيط بنا وكل مظاهر الغنى و الراحة الماديّة التي تحجبه.