ثمنت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي الجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل حماية حقوق الطفل، ولعل أهمها مبادرة رئيس الجمهورية باستحداث المفوضية التابعة للوزير الأول، والتزم والي العاصمة عبد القادر زوخ بتهيئة فضاءات ترفيهية للشريحة، وأكد ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» مارك لوسيه على دور العائلة والمدرسة والمربين، فيما شددت الوزيرة السابقة للتضامن الوطني والمرأة وقضايا الأسرة، عضو مجلس الأمة نوارة سعدية جعفر على ضرورة تقييم المخطط الوطني للطفولة 2008 2015، وتكييف المخطط الجديد مع احتياجات الطفل. توقفت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي، في كلمة افتتاحية ألقتها أمس خلال احتفالية احتضنها فندق الجزائر، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل المصادف ل 20 نوفمبر من كل سنة، والتي جاءت هذه السنة تحت شعار «الأطفال يصنعون المستقبل»، عند مختلف المحطات التي قطعتها الجزائر في مجال حماية وترقية حقوق الطفل، المندرجة في إطار التزاماتها ولكن قبل ذلك تماشيا مع سياسة منتهجة منذ الاستقلال. كما أشارت إلى استحداث لجنة تنسيق دائمة، تعمل مع كل القطاعات، تقوم بالتدخل في الوقت الملائم في إطار الآليات القانونية المتاحة، وقبل ذلك ذكرت بالدستور المعدل في غضون السنة الفارطة الذي كرس حماية الطفولة، عملا بتعليمات رئيس الجمهورية الذي أكد «على وجوب إيلاء العناية اللازمة لفئات المجتمع والتركيز على فئة الأطفال، باعتبارها الفئة الناشئة. وشدد والي العاصمة عبد القادر زوخ، على ضرورة الاهتمام بالطفولة لأنه بمثابة بناء المستقبل، ولم يفوت المناسبة ليؤكد الأهمية التي توليها ولاية الجزائر للأطفال، إذ تعمل جاهدة على توفير وسائل الترفيه، لافتا إلى أن دور الشباب والثقافة تخضع لعملية إعادة الهيكلة، تضاف إلى برنامج ضخم لبناء هياكل جديدة، بمجرد توفر الأوعية العقارية، إيمانا بأن الترفيه يساهم بقدر كبير في ترقية الطفل. واعتبر ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» مارك لوسيه، حضور والي العاصمة مؤشرا قويا على الاهتمام الذي توليه الحكومة وولاية الجزائر للأطفال، كما أنه يؤكد حرصهما على مشاركة الأطفال والشباب في إدارة المدينة، وفي السياق أكد دعم «اليونيسيف» لكل جهود الجزائر الهادفة إلى ترقية وتعزيز حقوق الطفل، لافتا إلى أن الهيئات تلعب دورا كبيرا في المجال. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذل في العالم، إلا أن واقع الأطفال مازال مزريا، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها مارك لوسيه في مداخلته، فإن 385 مليون طفل يعيشون فقرا مدقعا، وعدد ضخم جدا منهم لا يزاول الدراسة، و5.6 مليون طفل يقل عمرهم عن 5 سنوات قضوا نحبهم العام الماضي، وبرأيه يقع دور كبير على الأسرة التي ينبغي أن تعتمد على الحوار كنمط اتصالي يسمح بترقية الطفل من خلال التعبير عن أنفسهم، كما أكد على دور المربين والمدارس والحركة الجمعوية الذين يتكفلون بالأطفال الذين ليس لديهم أولياء، وكذا ذوي الاحتياجات الخاصة. نوارة جعفر: ضرورة تقييم المخطط الوطني للطفولة 2008 /2015 عضو مجلس الأمة نوارة سعدية جعفر، وانطلاقا من خبرتها لشغلها منصب وزيرة التضامن الوطني، أشارت إلى كل الخطوات التي قامت بها الجزائر في إطار سياسة حماية الطفولة المعتمدة منذ الاستقلال، مشيرة إلى أنه وحسب تقرير صدر في العام 2013 فإن الأطفال الذين يقل عمرهم عن 5 سنوات، تناهز نسبتهم 11 بالمائة، فيما تناهز نسبة الشريحة التي يقل سنها عن 15 سنة 28 بالمائة، ولم تفوت المناسبة لتذكر بأهم خطوة ممثلة في المخطط الوطني للطفولة الممتد بين 2008 و2015، الذي حدد الأولويات ووضع آليات مؤسساتية لترقية حقوق الطفل الذي تجسده اليوم المفوضية، مشددة على ضرورة تقييمه والأخذ في الحسبان المستجدات في المخطط المقبل. ولم تخف امتعاضها من الآثار السلبية لسوء استغلال الفضاء الأزرق «الأنترنت» الذي وبسببه انتحر الطفل عبد الرحمان الأسبوع الماضي، الذي يعد أحد التحديات الكثيرة المطروحة على قدر كبير من الخطورة، وعلاوة على «الأنترنت» ذكرت المخدرات والجريمة والعنف الأسري وفي الفضاء العام، والتحرش الجنسي، كما اقترحت إعداد مخطط وطني خاص باليافعين أيضا لحمايتهم. للإشارة، تم بالمناسبة تكريم الطفلين رفيدة محمود باشا، وسعيدي علي، الذين ساهما في إعداد ربورتاج حول الطفولة، تم عرضه بالمناسبة.