تعتبر شعبة الحبوب أهم الشّعب الفلاحية بولاية سيدي بلعباس، وأكبرها من حيث المساحة المزروعة وكمية المحاصيل المنتجة، وهو ما صنّف الولاية ضمن الولايات الرائدة في إنتاج الحبوب على المستوى الوطني. بلغت كمية إنتاج الحبوب خلال موسم 2017، مليون و500 ألف قنطار من الحبوب، وهي الكمية التي اعتبرت بالجيدة بالنظر إلى كمية التساقطات التي لم تتعد 314 ملم، وقد أرجعت المصالح الفلاحية الأمر إلى تطبيق المسار التقني، حيث تعد التقنية من الطرق الحديثة لتحقيق مردود جيد من المحاصيل رغم قلة التساقطات، وقد تم اعتمادها من قبل العديد من فلاحي الولاية خاصة بالجهة الشمالية كتسالة، السهالة وعين تريد، حيث وصل المردود إلى 40 قنطارا في الهكتار الواحد، عكس باقي المناطق التي لم تتعد فيها الإنتاج 11 قنطار في الهكتار. وترتكز تقنية المسار التقني على تزويد التربة بالمواد العضوية اللازمة، قبل أن يتم قلبها من أجل خلط المواد العضوية على مستوى العمق، مع ضرورة إجراء تحاليل للأرض من طرف المخابر المختصة لمعرفة مكونات ونوعية التربة، وتحديد مستوى خصوبتها والمحاصيل المناسبة لزراعتها، حتى يتمكن الفلاح من معرفة نوع الأسمدة التي يحتاجها ونوع الأدوية أثناء نمو المحاصيل، لتستمر عملية المرافقة مع إزالة الأعشاب الضارة التي بلغت مساحتها 100 ألف هكتار ومكافحة الأمراض الطفيلية والإستعانة بالري التكميلي إلى غاية الحصاد للوصول إلى إنتاج وفير وبجودة عالية. وأشارت التّقارير إلى بلوغ 174 ألف هكتار من المساحة المزروعة بارتفاع يقدّر ب 2300 هكتار مقارنة بالموسم الماضي، وبمساحة مسقية مقدّرة ب 3 آلاف هكتار، ما مكّن من تحصيل 5 ، 1 مليون قنطار من الحبوب بأنواعها، منها حوالي 800 ألف قنطار من الشعير، 400 ألف قنطار من مادة القمح الصلب و300 ألف قنطار من مادة القمح اللين، و97 ألف قنطار من الخرطال بمعدل إجمالي يصل إلى 14 قنطار في الهكتار الواحد. للإشارة، فقد عرف الموسم الفلاحي زيادة تقدر ب 600 ألف قنطار مقارنة بموسم 2016، الذي لم يتعد الإنتاج به 945 ألف قنطار بعد حصد 105 آلاف هكتار من أصل 176 ألف هكتار مزروعة بمعدل 20 بالمائة فقط. وعن الإنتاج الحيواني، فقد حققت الولاية إنتاجا معتبرا في شعبة الحليب، حيث فاق 150 مليون لتر سنويا، وهو ما جعلها رائدة في هذه الشعبة باحتوائها على أزيد من 2000 مربي و150 مجمع، وأكثر 17 ألف بقرة حلوب من جملة 35 ألف رأس من الأبقار، بالإضافة إلى تسع ملبنات، كان آخرها دخول ملبنة جديدة تعزّزت بها الشعبة ببلدية حاسي زهانة، حيث شرعت الوحدة في انتاج الحليب وتحويله بطاقة إنتاجية تصل إلى 4000 لتر يوميا مع ضمان توزيعه بعدة بلديات من ولاية سيدي بلعباس على غرار تلاغ وابن باديس وسيدي لحسن ووصولا إلى حدود ولاية تلمسان، هذا ودخلت ثلاثة ملبنات مرحلة إنتاج مسحوق الحليب وهي متواجدة بكل من الطابية، سيدي لحسن، ومقر عاصمة الولاية، وهي الوحدات التي جعلت من الولاية رائدة في مجال انتاج مادة الحليب وعملية تحويله، بفائض يقدّر يوميا ب 120 ألف لتر، سمح بتدعيم الولايات المجاورة التي تشهد نقصا في إنتاج الحليب على غرار ولايات تلمسان، وهران، تموشنت، معسكر وسعيدة، كما يسعى القائمون على القطاع لبلوغ أهداف جديدة بعد تحقيق مرحلة الإكتفاء الذاتي للولاية من خلال تحقيق اكتفاء وطني مع إمكانية بلوغ مرحلة التصدير آفاق سنة 2020.