أكد السفير الفرنسي كزافييه دريانكورت أمس، أهمية التنقل خارج الجزائر العاصمة والبحث عن توسيع فضاءات الثقافة الفرنسية في المدن الداخلية بالجزائر، لأن الجزائر -كما صرح- هي أيضا المدن الداخلية الكبرى في الشمال والجنوب. وأوضح دريانكورت خلال زيارة قادته إلى معهد التكنولوجيا بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، أن زيارته هذه تأتي عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر العاصمة، وبعد زيارة الوزير الأول أحمد أويحيى لمقابلة نظيره الفرنسي في باريس والتي قررت من خلالها الحكومتان تطوير النشاطات الثقافية الجزائرية الفرنسية في البلدين وذلك في إطار الشراكة والتعاون بين الجزائر وفرنسا بالتنسيق مع الجامعات. وتهدف الزيارة التي قام بها السفير كزافييه دريانكورت مع مستشار التعاون والنشاط الثقافي للسفارة الفرنسية بالجزائر ومدير المعهد الفرنسي بالجزائر قريقور ترومال إلى السعي نحو استحداث فضاءات للثقافة الفرنسية في ولايات أخرى خارج العاصمة ويتوضح ذلك من خلال البحث في التدابير الممكنة لتطوير مركز صغير أو ملحقة للمعهد الفرنسي في الجزائر بالولاية ورقلة بهدف تطوير مسار تعليم اللغة الفرنسية بالنسبة لطلبة الجامعة. السفير الفرنسي أكد أهمية التمكن من إتقان اللغة الفرنسية بالنسبة للشباب الجامعي لتطوير إمكانياته وتدعيم فرصه في الحصول على منصب عمل، لأن الشباب يعد طاقة مهمة في الجزائر باعتبارها دولة شابة تحصي أكبر نسبة من الشباب. وقد ركز السفير كزافييه دريانكورت على أهمية دعم المكاسب المحققة في إطار الشراكة الفرنسية الجزائرية من خلال الخبرات والمعاهد الفرنسية التي تتواجد في الجزائر وهي 5 معاهد في كل من الجزائر، تلمسان، عنابةقسنطينة، وهران، كما أكد على أن هناك برنامجا لتفعيل عدة برامج أخرى على غرار القنصلية الفرنسية في ورقلة، مؤكدا على أهمية المناطق الداخلية للوطن والتي أصبحت تعرف دينامكية صناعية وتشكل طاقة شبانية كبيرة لما تحتويه من مدن جامعية. ويعد المعهد التكنولوجي بورقلة الأول من نوعه على المستوى الوطني وقد تخرج منه منذ افتتاحه 170 طالبا من بينهم 80 في تخصص إدارة أعمال و40 في الوقاية والأمن الصناعي في انتظار تخرج الدفعة الثانية هذه السنة التي تسجل 350 طالبا، وتحصي الجزائر 7 معاهد مماثلة في انتظار معهد جديد سيتم استحداثه قريبا، وتعد هذه الشراكات إحدى الشراكات الناجحة بين البلدين كما صرح مستشار مصلحة التعاون والنشاط الثقافي بالسفارة الفرنسية في الجزائر قريقور. هذا ويذكر أن الزيارة اشتملت على عدة مرافق تابعة للمعهد من بينها مخبر اللغات بالإضافة إلى الإطلاع على ظروف تكوين الطلبة بالمعهد التكنولوجي، حيث كانت الزيارة فرصة للتقرب من الطلبة كما يذكر أنه تمت الإشارة إلى أنه توجد العشرات من الاتفاقيات بين جامعة ورقلة والعديد من الجامعات والمعاهد الفرنسية على غرار جامعة غرونوبل الفرنسية. أوضح مستشار مصلحة التعاون والنشاط الثقافي بالسفارة الفرنسية في الجزائر قريقور ترومال أنه تم مؤخرا إبرام 13 اتفاقية بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية في العاصمة الفرنسية باريس متعلقة بالتعاون والشراكة وأوضح أن هذه الشركات ذات طابع اقتصادي صناعي من جهة لكنها شملت عدة مجالات، حيث أن ما يعادل نصف هذه الاتفاقيات وجهت للتكوين والتعليم والتعليم العالي وكذا التعاون الثقافي.