عطاء المرأة الفلسطينية لم يتوقّف عند بذل الروح، بل كانت ولازالت المرأة الفلسطينية المخزون الاستراتيجي الذي يقدّم فلذة كبده لإبقاء جذوة المقاومة الفلسطينية مشتعلة في وجه العدو الصهيوني، فبرزت خنساوات فلسطين والأمة، أمثال أم محمد الشيخ خليل، وأم أبو الوليد الدحدوح وأم محمد فرحات. وفي هذا السياق، قالت «أم محمد الشيخ خليل» خنساء الأمة، وهي والدة لخمس شهداء قدّموا أنفسهم فداءً للدين والوطن، أنه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدّمها نساء فلسطين، «إلاّ أنّنا سنبقى مجاهدين ومدافعين عن الأرض الفلسطينية، وعن القدس الشريف، لأنّنا في أرض الرباط، وأملنا جميعا أن نموت شهداء فوق أرضنا المباركة من أجل إرضاء الله رب العالمين». وأكّدت «أم محمد» أنّ تقديمها لخمس شهداء من أبنائها المجاهدين وهم «شرف، أشرف، محمود، محمد وأحمد)، كان من منطلق واجبها الشرعي، مشدّدةً أنّ المقاومة حق مشروع للشّعوب. أما «أم إبراهيم» خنساء فلسطين وهي والدة لثلاث شهداء «محمد، وأيمن وخالد»، وجدّة لشهيدين «كامل وأدهم»، فعبّرت عن فخرها واعتزازها بأبنائها الذين قضوا نحبهم شهداء، قائلة: «الحمد لله الذي أكرمني باستشهاد أبنائي محمد، أيمن وخالد، وأحفادي كامل وادهم». وتابعت الوالدة الصّابرة حديثها قائلةً: «دماء الشّهداء ووصاياهم ستظل أمانة في أعناقنا، لن نساوم ولن نتهاون حتى لو على حجر ذبحنا، حتى تحرير كامل التراب الفلسطينيوالقدس الشريف»، مؤكّدةً أنّها مستعدّة لبذل المزيد لأجل إعلاء كلمة الله وتحرير الأرض من دنس اليهود المغتصبين. ودعت كلاً من أم محمد وأم إبراهيم في نهاية حديثهما المولى عز وجل أن يجمعهما بأبنائهم الشّهداء في جنات النّعيم مع الشّهداء والصديقين.