دعت المجموعة الدولية، كافة الأطراف الليبية، إلى التمسك بالاتفاق السياسي والخطة الأممية للتسوية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وأكدت ضرورة التخلي عن الخيار المسلح لفرض الأمر الواقع أو التفوق على الخصوم الداخليين. أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، أن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لإيجاد حل سياسي طوال الفترة الانتقالية في ليبيا. أضاف ترامب، في رسالة نشرها موقع السفارة الأمريكية على الأنترنت، وقوف «الولاياتالمتحدة مع الشعب الليبي لإنشاء مؤسسات شاملة للجميع وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء البلد، وحرمان داعش والإرهابيين الآخرين من الملاذ الآمن». أشار إلى أن «توقيع الاتفاق السياسي قبل عامين كان خطوة مهمة نحو التغلب على الانقسامات في ليبيا وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا للشعب الليبي»، مجددًا «التزام الولاياتالمتحدة الراسخ بدعم حكومة الوفاق الوطني». أوضح ترامب أن «ليبيا تحتاج إلى الوحدة للتغلب على داعش وغيرها من الإرهابيين وتوفير الأمن للشعب الليبي ومعالجة التحديات الاقتصادية والإنسانية الملحة»، متعهدًا ب»العمل مع ليبيا والأممالمتحدة والشركاء الدوليين لتعزيز مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا لليبيين جميعًا». وجاءت رسالة ترامب للسراج، بمناسة الذكرى ال66 للاستقلال. من جانبها، أعربت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، عن آمالها في تقارب وجهات النظر والمصالحة الشاملة في طريق بناء دولة المؤسسات الحديثة وسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية. في المقابل، قال السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، أمس، إن بلاده جاهزة للمساعدة في بناء دولة ليبية مزدهرة ومستقرة من خلال دعم خطة الأممالمتحدة. أوضح، في كلمة وجهها، وبثها الموقع الإلكتروني للسفارة، إلى الليبيين لمناسبة الذكرى 66 لاستقلال ليبيا، أن»الخطة تهدف إلى مساعدة الليبيين في تكوين حكومة واحدة وفعّالة». أشار إلى أن «واجبها سيكون تقديم خدمات لكل الليبيين في الجنوب والشرق والغرب وتوفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة قبل نهاية 2018». دعا الليبيين إلى الاتحاد وتجاوز الخلافات من أجل التوصل إلى توافق حول استقرار مستدام، وقال «الاستقلال كان حدثًا تاريخيًا يفتخر به كل الليبيين. لكي يعود الاستقرار والازدهار في ليبيا يجب أن يتحد الليبيون، كما اتحدوا في العام 1951». لمّ الشمل حث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني جميع الليبيين إلى «لم الشمل وتوحيد الصف، وأن يعود الرشد إلى المعرقلي مسار التوافق للمساهمة في بناء الدولة المدنية الحديثة». أشار المجلس، في بيان لمناسبة الذكرى ال66 للاستقلال، إلى «أن البلاد تعيش ذكرى الاستقلال في ظروف صعبة، ووسط صراع سياسي تسبب في انقسام مؤسسات الدولة بما يساهم في معاناة المواطنين»، مؤكدًا أهمية الاقتداء بالآباء المؤسسين في التمسك بالوحدة الوطنية. من جانبه، طالب المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب بالتوجه وبشكل عاجل إلى الانتخابات وإقرار الدستور وقانون الاستفتاء، من أجل أن ينتقل الشعب إلى مرحلة الاستقرار والبناء، ودعا إلى نبذ الخلاف والشقاق والفرقة، والسعي إلى توحيد الصف ولم الشمل من أجل إنقاذ بلادهم، مما تعاني منه من فوضى وإرهاب.