احتضن فضاء امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشتارزي، أول أمس الإثنين، ندوة صحفية حول التظاهرة المسرحية «فوارة شو»، نشّطها الفنان المسرحي توفيق مزعاش، رئيس تعاونية «فنون وثقافة» منظمة التظاهرة. وكشف مزعاش عن برنامج الطبعة الخامسة من هذا الحدث الثقافي، الذي ستحتضنه مدينة سطيف من 21 إلى 25 جانفي الجاري، والذي يرفع شعار «الجميع لمدينة نظيفة». تعود تسمية «فوارة شو» إلى عين الفوارة التي تعرف بها مدينة سطيف، يقول توفيق مزعاش، مؤكّدا أنه وجمع من الفنانين سيحتفون بهذا المعلم الثقافي. وأضاف مزعاش أنه إلى جانب الوان مان شو، والمنافسة التي سيشهدها الحدث، فإن التركيز الأكبر سيكون على التكوين، خاصة وأنّ عملية انتقاء الأعمال التي انطلقت منذ 4 شهور لاختيار الأحسن من بين 120 عملا مترشّحا، أفضت إلى اختيار 20 شابا من خارج الولاية يحظون بالتكفل التام بإيوائهم وتكوينهم، إضافة إلى 30 شابا من داخل إقليم الولاية. ويسهر على تكوين هؤلاء كل من نجمي سلسلة «نسيبتي لعزيزة» خالد بوزيد والمنجي من تونس، وكذا إسماعيل صوفيد وفتحي كافي. ويدور التكوين حول الأداء في الستاند آب، وكتابة النص، وتحضير الممثل في الأداء، وورشة حول علاقة الممثل بالفضاء الركحي، وفي هذه الورشات لن يكون هناك فِرق متفرّقة وإنما ستضم المجموعة ال 50 مشاركا في آن واحد. ويأتي التأكيد على اختيار وانتقاء الأعمال المشاركة تطبيقا لتوصيات لجنة التحكيم في نهاية الطبعة الرابعة السنة الماضية، التي قدّمت ملاحظات حول نوعية العروض، «لذلك اخترنا هذه السنة موضوعا محدّدا تتمحور حوله المشاركات، وهو موضوع القمامة والفضلات»، يقول مزعاش، الذي رأى في هذه الظاهرة البيئية أمرا بالغ الأهمية، وتساءل: «لم لا نخصّص 5 أيام ثقافية يكون لها دور تحسيسي لخدمة هذا الموضوع؟»، حتى تكون الثقافة في خدمة المجتمع والمحيط. واعترف مزعاش أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اقترح عليه ترسيم هذه التظاهرة كمهرجان، «ولكنّني رفضت لما لاحظته من طابع إداري للمهرجانات، وأنا أفضّل العفوية، وأن أترك للبلدية هذا الدور لتنمية الثقافة في إقليمها»، ومع ذلك قامت الوزارة بتقديم مساعدة مالية بلغت مليون دج، من مجموع مليونين ونصف دج هي التكلفة الإجمالية للتظاهرة، تكفّلت السلطات المحلية لسطيف بتغطية جزء منها، إلى جانب تجاوب عدد من المموّلين الخواص. بالمقابل، قال مزعاش إنّه اتّصل بوزارة البيئة وتقدّم بطلب واحد، وهو أن تشارك الوزارة بمعرض حول موضوع «النّفايات» يكون «صادما» ذا أثر قوي، وتأسّف لكونه لم يتلق أي رد إلى يومنا هذا، وهو ما جعله يرى بأنّ مشكلة الثقافة ليست بالضرورة في أهل الثقافة فقط بل في مختلف الحلقات التي تشكّل السّلسلة، خاصة وأنّ الثقافة هي مسؤولية جماعية. وترفع هذه الدورة الخامسة إلى روح المرحوم الفكاهي أحمد بن بوزيد، الذي عُرف باسم «الشيخ عطا الله»، والذي «كان صديقا واخترناه عن قناعة عرافنا لما قدّمه»، يؤكّد مزعاش. سألنا توفيق مزعاش عن الاختلاف الذي نجده بين مختلف مدارس الوان مان شو والستاند أب في الجزائر، التي هي قارة من حيث المساحة ولكن أيضا من حيث التنوع الثقافي، وإن كان ذلك قد أثر على معايير الاختيار، فأجاب بأنه رغم الاختلاف فإن الأهم يبقى القواعد التي تحكم هذا النوع من الفنون، وهي واحدة وثابتة، لذلك فرغم الاختلافات بين مختلف المدارس فإن التركيز سيكون على هذه المعايير العالمية، ولم يغفل مزعاش التذكير بأن الفرجة لا يصنعها الوان مان شو فقط بل مختلف أنواع الأداء والعرض على غرار الدمى والإيماء بل وحتى ألعاب الخفة. يُذكر أنّ التّظاهرة ستفتتح يوم الأحد المقبل، بعرض رسم على الرمال من تونس، ووقفة ترحم على روح الفنان أحمد بن بوزيد، وعرض مسرحي لصابر عياش، ثم تتوالى النّشاطات في الأيام الموالية بانطلاق المنافسة، وعروض مسرحية، وكذا محاضرات يقدّمها المخرجون المسرحيون خيدر احميدة وربيع قشي وسفيان عطية.