«أولي أولا.. رانا جيناك يا مانديلا»... هذه هي الهتافات التي رافقت الخطوات الأولى لنا ونحن نحط في جنوب افريقيا، وبالضبط في مطار جوهانسبورغ.. إذ كان أنصار المنتخب الوطني في الموعد عند نزولهم من الطائرة في الصباح الباكر من يوم الخميس.. وسط اعجاب وذهول الجنوب افريقيين الذين بادلوا الأنصار الجزائريين بالتحية والرقص في أحيانا أخرى.. خاصة وأن الاستقبال كان جيدا، ولم نبالي بالتعب الكبير الذي عانيناه من طول الرحلة بين الجزائروجوهانسبورغ، التي دامت أكثر من (9) ساعات... فالجو الذي ساد داخل الطائرة لا ينسى بحضور الشبان والكهول.. حيث كان الحديث شيقا عن كرة القدم والمونديال والفريق الوطني. فقد ركز العديد من الشبان، على المشوار المميز للفريق الوطني وآدائه البطولي في تصفيات كأس العالم وملحمة أم درمان، وكذا المباراة المميزة أمام كوت ديفوار، حيث قال أحدهم: «أنا جد متفائل، لأن الفريق الجزائري يكون دائما في المستوى أثناء المواعيد الكبرى، وأعطيكم عدة امثلة على ذلك، لأن لاعبينا يريدون التحدي، ولا يفضلوا البروز في المقابلات الودية.. ورد عليه الآخر: «أنا انتظر أن يفعلها زملاء يبدة أمام الانجليز، ولن يظهر لا روني ولا جيرارد، وسترون أن ما أقوله سيتحقق».. في حين أن الآخر كان نوعا ما متحفظ على اختيار اللاعبين، وتساءل عن كيفية الإعتماد على لاعبين لم يقدموا موسما جيدا مع أنديتهم ولا يوجدون في الريتم الحقيقي للمونديال.. ليرد عليه الآخر من هناك:«نحن لدينا 35 مليون مدرب في الجزائر، فلماذا لا نترك الطاقم الفني يعمل والمفاجأة ستكون كبيرة».. هذه بعض النقاشات التي أخذت وقتا طويلا تجاوزالساعتين، والرحلة مازالت في بدايتها، ذلك أننا كنا لم نغادر الأراضي الجزائرية وكنا في أجواء تمنراست... أين المستوى في حين أن حديث اللاعبين القدامى ركزو في حديثهم على مستوى كرة القدم الجزائرية، وبالضبط البطولة الوطنية، حيث أنهم يتفقون على أن المستوى تدنى كثيرا مقارنة بالسبعينات والثمنينات.. وهنا قال لنا المدافع الأوسط السابق لاتحاد الحراش لحسن:«أين هو التكوين.. فقد تخلينا على ذلك، الأمر الذي جعلناه في هذه الدرجة.. أين ذهبت الأندية التي كانت مدارس رائدة في تكوين اللاعبين، فحاليا تقوم بشراء اللاعبين وكفى وتريد لعب الأدوار الأولى.. لهذا فإن البطولة لم تعد في المستوى الذي نتمناه». والحديث طويل عن خبايا الكرة مع اللاعبين السابقين، والطائرة تعبر أراضي النيجر ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.. ثم أنغولا.. وهنا وقف أحد الشبان وهو يرى على الشاشة التي تبين مسار الطائرة، وهو يتحدث مع زملائه.. وقال لهم هنا توجد كابيندا.. نعم كابيندا المدينة التي كتب فيها زملاء بوڤرة إحدى أهم صفحات آدائهم في السنوات الأخيرة، عندما لقنوا الفيلة الايفواريين درسا في كرة القدم... مغني الغائب الحاضر.. وكابيندا في الأذهان وقاطعه آخر وقال له، أن في ذلك اليوم، كان فنان فوق الميدان وسنفتقده في هذا المونديال، وبدون شك فإنكم عرفتموه، إنه مراد مغني الغائب الحاظر في كأس العالم.. فكل الجمهور الجزائري كان يتمنى رؤية اللاعب وهو يداعب الكرة ويقدم لمسات سحرية في وسط الميدان.. للأسف الشديد.. فإن مغني سيكون خارج هذه المنافسة إلى جانب لاعبين كبار أمثال بالاك وايسيان وناني... وعندما عبرنا بوتسوانا، بدأ الجميع يتهيء لدخول أراضي جنوب افريقيا، التي لم يبق لنا لكي نحط بالمطار سوى ساعة واحدة تقريبا.. وبدأت الاسئلة تطرح لمعرفة أكثر عن هذا البلد، حيث قال واحد للآخر: «بلاد مانديلا..أتشوق لرؤيتها» وفور نزولنا بالمطار الكبير بوجوهانسبورغ سارع الكل إلى أخد ألبسة فصل الشتاء لأن الجو بارد.. والعديد منا أرتاحوا لأنهم احتاطوا لهذا الأمر، بالقول: «عبر الانترنات علمت أن درجة الحرارة ستكون منخفضة، لكن يوم المباريات التي سيشارك فيها الفريق الوطني، فإنني لن أشعر بهذه البرودة، لأن العرس سيكون ساخنا.. وربما الأهداف سوف تكون في الموعد ومن توقيع لاعبينا في مرمى المنافسين بداية من سلوفينيا».. قبل أن نركب الحافلات التي نقلتنا إلى بريتوريا.