العقلية والصورة النمطية للمرأة هما أكبر المعوقات امام تطور الرياضة النسوية التي تحتاج الى متابعة ومرافقة من خلال الاهتمام بالرياضة المدرسية والجوارية التي غالبا ما تكون المخزون الحقيقي للمواهب وابطال الغد، لان المدرسة هي الصندوق السحري الذي يخزن داخلة الكنز الثمين، والفتاة ان لم تتعود ممارسة الرياضة منذ الصغر فلن تمارسها في الكبر او كما يقول المثل الصيني: «أهملت الرياضة في صغري أهملتني في شيخوختي». وحتى يستطيع المجتمع التخلص منها قالت دنيا حجاب رئيسة الجمعية الوطنية لترقية و تطوير الرياضة النسوية ان الحل يكمن في جعل ممارسة الرياضة اجبارية على مستوى المدارس كباقي المواد الأخرى بل و يكون لها معامل لتؤخذ بجدية من طرف الاولياء من جهة و من جهة أخرى حتى يتعودوا على ممارسة بناتهم او الفتيات ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها و تعلق في اذهانهم صورة ابنتهم مرتدية الزي او اللباس الرياضي و اعتبرتها الخطوة الأولى في طريق التغير العقليات ، لذلك قامت الجمعية بإمضاء اتفاقية مع وزارة التربية من اجل تمكين الفتيات من الممارسة العادية للرياضة، و في ذات السياق و في اطار هذه الاتفاقية طالبت الجمعية بإجراء جلسات مع الاولياء لتغيير نظرتهم السلبية لممارسة بناتهم لمختلف الرياضات. ولعل ما نلاحظه على ارض الواقع يعكس اغفال الاولياء للدور الذي تلعبه الرياضة في حياة الطفل سواء كانت فتاة او فتى ففي اغلب الحالات نجدهم يلجؤون الى استصدار شهادة طبية لمنع الفتاة من ممارستها خاصة في الطور الثاني والثالث -اين يعرف جسدها تغيرا و تحولا مورفولوجيا- شهادة الاعفاء تلك تكون بمثابة القيد الذي يضع حدا لمسيرة الكثيرات من الفتيات الصغيرات في المجال الرياضي الذي يعتبره الكثيرين انه مقتصر على الذكور فقط بسبب الدور الذي يخص به المجتمع كل من الرجل والمرأة، اللهم الا اذا استثنينا الرياضات القتالية التي أصبحت محل اهتمام الاولياء اين نلاحظ ان اغلبهم يدخل ابنته في احدى الفرق الجوارية فقط لتتعلم و تتقن الفنون القتالية التي يعتبرونها سلاحا فعالا ومجديا في يد ابنتهم مستقبلا تحميها من الاعتداءات، متناسين بذلك فائدتها الصحية سواء كانت جسدية او عقلية . وذكرت دنيا حجاب بان اللجنة المشتركة بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية جاءت من اجل دعم الرياضة المدرسية اين تتواجد رابطة الرياضة المدرسية على مستوى 48ولاية وهي الثانية بعد رابطة كرة القدم ولكن على الجميع ان يعي ان الرياضة المدرسية هي القاعدة الأساسية لتغيير الذهنيات و نشر الثقافة الرياضية النسوية في المجتمع الجزائري الذي و ان أنجب الكثير من البطلات كسكينة بوطمين، حسيبة بولمرقة ، بايا رحولي ،سليمة سواكري و صونيا حداد الا انه ما زال منغلقا على نفسه و يقاوم أي خطوة لتغيير الصورة النمطية للمرأة خاصة وانه يلقن الفتاة منذ صغرها درسا مهما هو الخجل من جسدها و كل التغيرات التي تلحق به ما حول صورة هذا الجسد الى مجرد «عورة» يجب اخفاؤها ،وعلى عكس ما يعتقده الاولياء فان اللباس لا يمنع ممارسة الفتاة للرياضة فحتى المحجبات أصبحت اليوم يشاركن في البطولات العالمية و الدولية. وعليه يجب خلق جو أسري جديد مشبع بثقافة تسمح لكل من تريد اختيار الرياضة كمستقبل لها ان تفعل ذلك دون الخوف من النبذ والرفض بعيدا عن الاعتقادات الخاطئة بفتح المجال للمرأة بان تكون الممثل الوحيد للنساء الجزائريات محققين بذلك شعار «المرأة في صورة امرأة».