حقق المنتخب الوطني ليلة أمس، إنجازا كبيرا في مونديال جنوب افريقيا بعد تعادل تاريخي بملعب »غرين بوينت« بكايب تاون امام نظيره الانجليزي بالنتيجة البيضاء، بعد مباراة بطولية تفوق فيها المدرب سعدان على كابيلو، الذي لم يفهم أي شئ في الطريقة التي اعتمدها الخضر الذين تركوا كل المتتبعين هنا مبهورين بالاداء تكتيكيا، امام احد المرشحين الاقوياء لنيل اللقب قبل انطلاق كأس العالم. فالقليل جدا من المتتبعين الذين راهنوا على الفريق الجزائري بعد الانهزام الاول امام سلوفينيا .. لكن هذه المرة كذلك اثبت زملاء مطمور انهم رجال المهمات الصعبة الذين يريدون التحديات .. وكانت الفرصة مواتية لهم لاثبات قدراتهم في الملعب الجميل لمدينة كايب تاون .. هذه النتيجة تبقي كل الحظوظ لاشبال سعدان في مهمة المرور الى الدور الثاني، في انتظار المباراة الثالثة امام الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء القادم. فالمدرب سعدان تفوق تكتيكيا على كابيلو، الذي رغم التغييرات التي قام بها لم تنفع امام حنكة سعدان، الذي في كل مرة يخرج اشياء جديدة للمنافسين. ويمكن القول ان المدرب الوطني رابح سعدان اجرى بعض التغييرات عن التشكيلة مقارنة بالتي لعبت المباراة الاولى امام سلوفينيا، حيث ان القائمة التي سلمت لنا قبل ساعة ونصف من بداية المباراة حملت إدخال الحارس مبولحي مكان شاوشي، والاعتماد في الهجوم على الجوهرة بودبوز الذي فرض وجوده منذ المقابلات التحصيرية للخضر ..و كانت الانطلاقة جد مشجعة للفريق الوطني الذي دخل المباراة بدون مركب نقص، و كان لاعبونا منظمين بشكل جعل الانجليز في حيرة، حيث اختار سعدان خطة تعتمد على (361)، الامر الذي اربك كابيلو واشباله بسبب كثافة اللاعبين الجزائريين في وسط الميدان.. فلم يظهر لا جيرارد ولا روني ولا هيسكي، حيث اصطدموا بجدار اول مشكل من لحسن ويبدة والثاني من بوقرة ويحي وحليش . هذه الاستراتيجية، جعلت لاعبي الوسط الهجومي يتحررون نوعا ما على غرار زياني ومطمور وبودبوز، الذين نقلوا الخطر الى مرمى جيمس في العديد من المرات .. وكاد زياني ان يفتتح باب التسجيل في المرحلة الاولى عندما تلقى كرة ذكية من مطمور.. وتوالت الهجومات في نهاية المرحلةالاولى من طرف يبدة الذي كان مايسترو في وسط الميدان .. فاربك روني وجيرارد الذين ضيعا العديد من الكرات التي استفاد منها الفريق الوطني الذي قام بتهديد مرمى جيمس. وعند نهاية الشوط الاول ادرك الجميع ان الفريق الوطني قادر على تحقيق انجاز، بفضل التمركز الجيد للاعبينا فوق الميدان والحنكة التي لعب بها .. المرحلة الثانية كانت مشابهة للاولى، بالرغم من ان الفريق الوطني اعتمد اكثر على الهجومات المعاكسة .. اين نشط مطمور وبلحاج في قيادتها .. لكن الفريق الانجليزي احس بالخطر وقام بعدة محاولات تصدى لها بكل براعة الحارس مبولحي، الذي اعطى الثقة لزملائه بفضل تركيزه الكبير وبراعته في التصدي لمحاولات روني .. وفي هذا المقام لابد من الاشارة الى اللعب المميز لبوقرة الذي كان سيد الموقف في العديد من الحالات . واجرى سعدان تغييرات أتت بثمارها عند دخول عبدون وقديورة اللذان اعطيا حيوية اكثر امام التعب الذي بدا على زياني و معاناة يبدة من اصابة. مبولحي الاول في الميدان دخل الحارس مبولحي الاول الى ارضية الميدان من اجل الحصة التسخينية، وهذا قبل اكثر من ساعة من بداية المباراة .. وبما انه شارك لاول مرة كاساسي بدت العزيمة كبيرة لديه وذهب مباشرة لتحية الجمهورالجزائري، الذي بادله التحية بحرارة لتشجيعه لبذل مجهود كبير امام المنتخب الانجليزي .. وشاءت الصدف ان يلعب مبولحى اساسيا، في الوقت الذي يكون نادي مانشستر يونايتد مهتما بخدماته وكان أليكس فيرغسون ينتظر الفرصة لرؤيته في منافسة كبيرة مثل كأس العالم. شاوشي اراد المشاركة في اللقاء الفحص الطبي الذي خضع له الحارس الاساسي للمنتخب الوطني فوزي شاوشي، اعطى نتيجة سلبية حرمته من المشاركة في اللقاء التاريخي الذي جرى بين الجزائر وانجلترا.. فقد تعرض شاوشي لاصابة في التدريبات، وهذا بعد اصطدامه باللاعب مصباح .. في الحصة التدريبية ليوم الاربعاء الماضي، الامر الذي جعل سعدان يقرر ادخال الحارس مبولحي، الذي لعب اول مباراة له كاساسي في الفريق الوطني. يمكن القول ان اصداء موثوقة اكدت لنا امس قبل بداية المباراة ان شاوشي قام بالمستحيل من اجل اقناع المدرب الوطني باقحامه اساسيا، لكن هذا الاخير لم يرد المغامرة وتضييع فرصة اجراء تغييرات في مناصب اخرى اذاأحس شاوشي بألم .. وهو شئ طبيعي في هذا المستوى لتجنب المغامرة ....