أحيت ولاية بومرداس الذكرى 23 لرحيل الروائي الكبير رشيد ميموني، الذي ترك وراءه إرثا مميزا من روائع الأدب الجزائري التي طبعت مسيرته الإبداعية في أحلك الظروف التي مرّت بها الجزائر والمجتمع، حيث كان اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة التي تحمل اسمه مناسبة لتجديد العهد مع من ساهموا بأقلامهم في تخليد جانب من تاريخ وطن خرج من فترة القهر الاستعماري ليبتلى بمرحلة سوداء وحسّاسة كان لها تأثير كبير في كتابات الروائي. وقد تخلّلت الذّكرى المخلّدة لرحيل رشيد ميموني عدة أنشطة فنية وأدبية كان أبرزها حضور الوجه الأدبي النسوي جوهر أمحيس أوسكال التي شاركت مثقفي الولاية هذه المناسبة بتقديم قراءات في كتابها الجديد حول مسيرة وحياة الأديب بعنوان “ميموني، الكاتب والشاهد والضمير”، التي حاولت من خلاله اقتفاء أثر الروائي الكبير ونقل جانب من حياته الفكرية والإبداعية وأسلوبه في الكتابة التي ظلت بعيدة عن القارئ، خاصة وأنه يعتبر من أكثر الأدباء الجزائريين تتويجا خارج الجزائر نظير ما قدّمه من أعمال إبداعية على غرار النهر المحول، طومبيزا، الربيع لن يكون إلا جميلا وغيرها من الأعمال الأخرى التي قدّمها باللغة الفرنسية منها من أخذت طريقها نحوالترجمة إلى اللغة العربية ووضعها تحت تصرف الطلبة والباحثين بكليات اللغة العربية والفرنسية. كما لا تزال مجهودات نقل وترجمة أعمال الروائي رشيد ميموني لا ترقى إلى مستوى هذا المبدع رغم المحاولات العديدة من قبل الطبقة المثقفة والأسرة الأدبية والأكاديميين، الذين حاولوا الاشتغال على كتابات هذا الروائي كان آخرها تنظيم ملتقى وطني بولاية بومرداس شهر نوفمبر من سنة 2016 تزامنا مع يوم ميلاد الكاتب تحت إشراف الرابطة الوطنية للأدب الشعبي بحضور أسماء لامعة في مجال الأدب والرواية وأساتذة قسم اللغة العربية بجامعة امحمد بوقرة أبرزهم الروائي عبد الحميد بورايو، الذي قام بترجمة رواية النهر المحول الى جانب لحبيب السايح الذي قام هوالآخر بترجمة رواية”شرف القبيلة”، الذين خرجوا بتوصيات هامة ركّزت على ضرورة إعادة الاعتبار لهذا المبدع، وتشجيع عملية الترجمة خاصة إلى اللغة العربية لدعم المكتبة الجامعية والعمل على تسمية مهرجان دولي أوعلى الأقل مغاربي باسمه كان قد تبناها والي الولاية من حيث التكفل والتمويل، لكن المبادرة بقيت مجرد فكرة تنتظر من يجسدها.