وصف الأديب رشيد بوجدرة، أمس، الروائي الراحل رشيد ميموني بالكاتب ذي النص الشاعري صاحب الأسلوب الثوري الاستفزازي، وأضاف في تصريح ل«المساء” على هامش ندوة حول صاحب رائعة ”النهر المحول”، أنّ ميموني تمكّن فعلا من ترجمة قضايا شعبه ووطنه عبر أعمال أدبية رائعة، كما نجح في رسم صورة واقعية للحياة اليومية للجزائريين في رواياته التي تمكّنت من نقد المجتمع. وأضاف بوجدرة أنّ ”الراحل كان واعيا جدا بقضايا عصره الداخلية والخارجية، ولعلّ هذا ما ترجمه في رائعته ”طومبيزا” التي ضمّنها تشريحا واقعيا للمحسوبية في الإدارات ومنها المستشفيات التي نقل واقعها بطريقة فذة وبأسلوب قصصي رائع، ورغم صدورها بداية الثمانينات إلاّ أنّها تشرح واقعا ما يزال ساريا لليوم”.وقال بوجدرة إنّ هذه الندوة ”جاءت لردّ الاعتبار لهذا الكاتب الجزائري الذي غيّب الحديث عنه تماما، سواء من طرف الإعلام أو حتى من طرف النخبة المثقفة إلاّ مناسباتيا”، موضّحا أنّه ”من الأحسن أن نتذكّره على الأقل ثلاث مرات في السنة عن طريق تنظيم ندوات وأمسيات لأنّه كاتب كبير وروائعه ستبقى خالدة، ولإتاحة الفرصة أيضا للطلاب لمعرفة الكتّاب الجزائريين الذين تدرس رواياتهم في الجامعات الأوروبية على غرار رشيد ميموني، مولود فرعون وكاتب ياسين”. وعقد بوجدرة مقارنة بين رواياته وروايات الراحل ميموني، فاعتبر أنّ أعمال الأخير تمتاز بالمزاوجة بين نص شعري رائع وبنية موضوع إبداعية، ولكن بأسلوب بسيط يسهل على القارئ فهم رسالات الكاتب، عكس كتاباته هو شخصيا التي وصفها بالمعقدة. وتمّ تنظيم ندوة حول الروائي رشيد ميموني بدار الثقافة التي تحمل اسمه بمدينة بومرداس، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال19 لرحيله، ومن مؤلفات الراحل ”الربيع لن يكون إلاّ أجمل” 1978، ”النهر المحول” 1981، ”طومبيزا” 1984، ”شرف القبيلة” 1989، ”حزام الغولة” 1990 و«حزن للعيش” 1993.