يرى خبراء ان الجماعات الإرهابية المستهدفة من قبل قوة مجموعة دول الساحل التي يجري تعزيزها على حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تحاول تطويق هذه القوة بهجمات تزداد عنفا. في منطقة “الحدود الثلاثة”، تدور المعركة بين الإرهابيين والقوة المشتركة لدول الساحل، المنظمة الاقليمية التي تضم ايضا موريتانيا وتشاد وتدعمها القوة الفرنسية برخان وبعثة الاممالمتحدة في مالي. واعادت مجموعة الساحل في 2017 تفعيل مشروعها لبناء قوة مشتركة جمعت من اجلها اكثر من 250 مليون يورو وتأمل في الحصول على مساهمات اخرى خلال مؤتمر مقرر عقده في بروكسل في 23 فيفري الجاري. وعشية قمة مجموعة دول الساحل الخمس قبل حوالي أسبوع، اشار مدير الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال جان فرنسوا فيرليه الى تصاعد العمليات الإرهابية في وسط مالي “بهجمات اعنف لأنهم (منفذوها) يحسنون اساليب عملهم”. وذكر خبير اوروبي في باماكو ان الإرهابيين حققوا تقدما في استخدام المتفجرات، وقال “عندما يشطر لغم آلية الى نصفين مثل رغيف خبز، فهذا ليس عبوة يدوية الصنع”. لكن الجنرال فيرليه يؤكد ان عملية “برخان قوية في مالي وتكبح العنف عند مستوى يمكن لشركائنا التعامل معه اذا نجحوا في التقدم في تطبيق اتفاقات السلام”. وكان مجلس الامن الدولي اكد في نهاية جانفي الماضي ان “صبره نفد” مطالبا موقعي الاتفاقات “بتحقيق تقدم جوهري” قبل الانتخابات المقررة في 2018 بما فيها الاقتراع الرئاسي في جويلية. قبيل ذلك، اكد رئيس الوزراء المالي سوميلو بيبويي مايغا، أن التأثير الامني لتأخر عملية تسريح ونزع اسلحة مقاتلي المجموعات المسلحة وإعادة دمجهم، التي يفترض ان تسمح “بحرمان الجماعات الارهابية من قاعدة مهمة للتجنيد”. ووعد مايغا في 11 فيفري في وسط مالي بإحلال الامن في هذه المنطقة عبر تعزيزات بالعديد والعتاد. ويؤكد عدد من المسؤولين بمن فيهم الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا ان عودة نشاط الإرهابيين يثبت انهم يأخذون تهديد جيوش المنطقة على محمل الجد. وقال كيتا في بوني (وسط مالي) التي شهدت هجمات اسفرت عن سقوط حوالى ستين قتيلا في نهاية جانفي، ان “التعزيز الفعلي لمجموعة الساحل” و«التصميم الكبير” للقوات المالية “جعلهم يفقدون صوابهم”. ورأى الخبير في شؤون مالي عثمان ديالو ان هذه الجماعات ستواجه بكل الوسائل قوة مجموعة الساحل “عبر ترهيب السكان وزرع الالغام وبذل اقصى الجهود الممكنة”. وكانت مجموعة إرهابية قد ذكرت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أنها تتعاون في المنطقة ضد القوة المشتركة التي تشكلت من الدول الخمس. وتعاني قوات الدول الخمس في اغلب الاحيان من نقص في المعدات وتفتقد الى الحماسة المطلوبة. فخلال عمليتها الثانية من 15 الى 28 جانفي التي شاركت فيها وحدتان مالية وبوركينابية على جانبي الحدود وبدعم من قوة برخان، اقتصرت الحصيلة على مصادرة ذخائر ومواد متفجرة ودراجات نارية. وتجلى استياء الجيش من ظروف العمل، في هذه المنطقة بفرار 36 دركيا وتوقيف آخر لنشره تسجيل فيديو يدين فيه غياب الاستراتيجية وضعف السلطات العسكرية والمدنية.