افتتح أمس منتدى الأعمال الجزائري الروسي بفندق هيلتون بالعاصمة تحت شعار آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي الصناعي والتجاري ويدوم هذا الفضاء الجواري للمتعاملين الاقتصاديين من البلدين إلى غاية مساء الجمعة القادم في ظل روح شراكة جديدة تخضع للمعايير الاحترافية. وتوفر المناسبة الإطار العملي لعرض فرص الاستثمار واستكشافها من الجانبين وفقا للتوجه الاستراتيجي للبلدين في ظل إفرازات الأزمة المالية العالمية التي أعادت ترتيب الأولويات والتدقيق في الخيارات. وحضر وفد اقتصادي هام من روسيا يمثل مختلف قطاعات النشاط مثل البناء والأشغال العمومية والميكانيكا خاصة صناعة مركبات النقل ومعدات البناء والزراعة والطاقة وصناعة الاتصال. ممثلو الشركات الروسية وعددها حوالي 45 شركة اغلبها من القطاع الخاص عرضوا في اليوم الأول إمكانياتهم وعبروا عن اهتماماتهم فيما يسعى المتعاملون الجزائريون لصياغة مقترحات شراكة عملية انطلاقا من المضمون الغني بالمشاريع للبرنامج الخماسي للتنمية الوطني الممتد إلى غاية سنة 2014 ويطرح منظومة استثمارية مندمجة ترتكز على الشراكة الإنتاجية بالدرجة الأولى مما يمنح الفرصة للمتعاملين الاقتصاديين الجادين الذين لديهم القناعة بالعمل على مستوى سوق الاستثمار الجزائرية في المنظور طويل المدى بكل ما يمثله ذلك من جرأة على لعب أوراق الاستثمار بلا تردد علما أنها في الجزائر مضمونة الربح لما تتوفر عليه من مؤشرات كلها ايجابية ومحفزة. ويبقى على الجانب الجزائري أن يبادر المتعاملون المحليون خاصة من القطاع الوطني الخاص بإقدام أكثر ذكاء وبراغماتية لطرح تصورات مشاريع شراكة ذات آثار اقتصادية منتجة للقيمة المضافة بعيدا بكثير عن تلك الأساليب البسيطة التي لا تتعدى إطار الاستيراد وهذا ما يرتقب أن تتوصل إليه أشغال ثلاثة أيام من الاحتكاك الاحترافي والانفتاح الواقعي على شركاء قدموا من بلد لديه مسار طويل من التعامل والتعاون يمكن تطويره إلى شراكة إستراتيجية في الميادين الاستثمارية التي تعود بالنفع على الطرفين.