دعا وزير الفلاحة والتنمية الفلاحية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، أمس، من ولاية غرداية، إلى اقتصاد مياه السقي الفلاحي المورد الحيوي للتنمية الفلاحية وتفضيل تقنيات السقي الموضعي. وحث الوزير لدى زيارته لمحيط فلاحي بحاسي لفحل، الفلاحين على عصرنة شبكات السقي بما يسمح بتكييفها مع متطلبات السقي الموضعي بهدف اقتصاد الماء والرفع من المساحة الفلاحية المستغلة. وبغرض مواجهة العجز في الموارد المائية بالنظر إلى أهميتها الحيوية لتلبية حاجيات السقي ستعمل الوزارة الوصية من الآن فصاعدا على وضع إستراتيجية لاقتصاد وتثمين الفلاحة المسقية يضيف الوزير. وترتكز هذه الإستراتيجية أساسا - حسب بوعزغي - على تحسين الإنتاج الفلاحي وتطوير تقنيات السقي والتحفيز لاقتصاد الماء وأيضا تطوير كل أشكال تصاميم أنظمة السقي المقتصدة للماء ودعم تحسين الإنتاجية. ولدى معاينته مستثمرة فلاحية متخصصة في زراعة الحبوب تتربع على مساحة 1.000 هكتار (قابلة للتوسيع إلى 2.000 هكتار) بمنطقة حاسي لفحل (145 كلم جنوبغرداية) أبرز الوزير الأهمية الممنوحة لقطاع البذور الذي يشكل «العمود الفقري» للسياسة الفلاحية من أجل تحسين المردودية لزراعات الحبوب والشعير بغرض ضمان الأمن الغذائي للبلاد. وأكد في هذا الشأن أن «السلطات العمومية ملتزمة بمتابعة مسار عصرنة قطاع الفلاحة بهدف جعلها محركا حقيقيا للتنمية الإجتماعية - الإقتصادية للبلاد ضمن احترام أسس التنمية المستدامة» معربا في ذات الوقت عن «ارتياحه» إزاء النتائج المحققة في مجال التنمية الفلاحية بولاية غرداية. وعلى ضوء عرض حول مؤشرات تنمية قطاع الفلاحة الذي قدمه مسؤولون محليون للمصالح الفلاحية والغابات أوضح الوزير «أنه وبهذه الوتيرة قد غدت ولاية غرداية قطبا ومرجعا للتنمية بامتياز». وقال بوعزغي في هذا الصدد: «نحن نشجع المستثمرين الجادين من خلال مرافقتهم في مهامهم» قبل أن يعلن بالمناسبة أن الدولة قد خصصت أكثر من 400 مليار دج لمرافقة المرقين بولاية غرداية من خلال مشاريع مهيكلة وإنجاز مسالك فلاحية وإيصال الكهرباء إلى المحيطات الفلاحية وكذا حشد الموارد المائية الفلاحية. وبرأي عبد القادر بوعزغي فإن «استصلاح المحيطات الكبرى يسهل مكننة وعصرنة الفلاحة بما يمكن من جعلها ناجعة وذات مردودية وأيضا تضمن قيمة مضافة وتسمح باستحداث الثروة وتوفير مناصب الشغل». وبخصوص قطاع الغابات دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى الإستثمار في غرس أصناف «الأشجار المفيدة» التي من شأنها أن تقدم قيمة مضافة مستدامة للسكان المحليين. وجدد بوعزغي تأكيده عزم السلطات العمومية تطهير العقار الفلاحي من خلال استرجاع الأراضي المهملة وغير المستغلة. وسيواصل وزير القطاع زيارته لولاية غرداية بتفقد مشاريع ومحيطات فلاحية بمنطقتي سبسب (جنوب الولاية) والقرارة شمال شرق غرداية.