حل صباح أمس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في زيارة رسمية تدوم يومين، يتباحث خلالها مع مسؤولين صحراويين سبل دفع مسار المفاوضات المتوقفة بين جبهة البوليساريو والمغرب منذ سنة بسبب إصرار هذا الأخير على وضع شروط مسبقة قبل أي مفاوضات وهو ما ترفضه الأممالمتحدة جملة وتفصيلا حيث تطالب باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. واستقبل المبعوث ألأممي بمطار تندوف، من قبل الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون الإفريقية السيد محمد يسلم بيسط، قبل أن يتوجه إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين التي تبعد بمسافة 20 كيلومتر عن المطار للقاء مسئولين صحراويين، يتقدمهم المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو السيد محمد خداد، وزير الأراضي المحتلة السيد خليل سيدي أمحمد، وزير العدل السيد حمادة سلمى، وزير الدفاع محمد لمين بوهالي. وإلى جانب لقاء هؤلاء المسؤولين من المقرر أن يقوم السيد روس بجولة في مخيمات اللاجئين الصحراويين يطلع من خلالها على أحوال السكان، قبل أن يلتقي الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز. ولعل من أبرز القضايا الأكثر استعجالا التي تواجه روس في زيارته هذه، حسب تصريح الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون الإفريقية للسيد محمد يسلم بيسط ل «الشعب»، هي معالجة وضع النازحين داخليا وهي الظاهرة التي ما فتئت تتزايد بالمدن الصحراوية المحتلة حيث آلاف العائلات الصحراوية غادروا المدن في حركة احتجاجية واسعة على سياسة التفكير والقمع والتهميش التي تمارسها إدارة الاحتلال ضدهم. ويلزم الوضع المتأزم بالأراضي الصحراوية المحتلة روس والأممالمتحدة حسب ذات المسؤول بفرض التزاماتهم وواجباتهم في القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في حالة الحروب والنزاعات. ولفت السيد بيسط انتباه المبعوث ألأممي إلى أن ما يجري في الأراضي المحتلة يظهر مدى غضب الصحراويين من الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يتواجد عليها، وغضب أيضا على البطء التي تمشي به الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، منبها إياه إلى ضرورة الضغط على المغرب لحمله على تنظيم الاستفتاء قبل أن يتورط مسؤولية في مجازر ضد المواطنين الصحراويين وقبل أن يجد محمد السادس نفسه في محكمة العدل الدولية. ودعا ذات المسئول المنتظم الدولي ومن وراءه الأممالمتحدة للوقوف دون حصول كوارث في العيونالمحتلة كتلك التي حصلت في كوسوفو، ورواندا، وناميبيا. وعن المنتظر من زيارة كريستوفر روس، قال ذات المسؤول أننا متفائلون بها لكن نعتقد أنه ينبغي على الأممالمتحدة أن تبذل مزيدا من الجهد وتضع آفاق جديدة لتسريع المفاوضات لتصفية الاستعمار من الصحراء العربية وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بأسرع وقت. ورفض المبعوث الشخصي للأمين العام المتحدة المكلف بملف الصحراء الغربية الإدلاء بأي تصريح حول زيارته، ضاربا موعدا لممثلي وسائل الإعلام الجزائرية والصحراوية بعد لقاءه برئيس الجمهورية العربية الصحراوية المقررة سهرة اليوم الأول من الزيارة.