استفاد عدد من الصّحفيّين أمس من دورة تكوينية في مجال التحكيم من تنظيم المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين، حيث قام الحكم الدولي السابق محمد زكريني بإلقاء محاضرة ثرية لخص فيها القوانين الجديدة. أكّد محمد زكريني خلال كلمته الافتتاحية على أهمية الدورة التكوينية، حيث قال «إنّ هذه الدورة التكوينية تندرج في إطار التعريف بالقوانين الخاصة بالتحكيم بصفة خاصة والقوانين الجديدة التي أدخلت على اللعبة بصفة عامة، وأنا جد سعيد بلقاء رجال الإعلام الرياضي الذين أتمنى أن يستفيدوا من هذه الدورة ليكونوا أكثر دقة في الحكم على القرارات التحكيمية مستقبلا». وكشف زكريني أن القوانين الخاصة بالتحكيم عرفت ثورة كبيرة خلال السنتين الماضيتين على وجه الخصوص، والتي كان آخرها الاستناد إلى تقنية الفيديو التي اعترف بصعوبة تطبيقها في الجزائر بالنظر إلى غياب ملاعب تتوفر على كافة الشروط المناسبة التي تسمح برؤية الكرة من مختلف الزوايا». اعترف زكريني أن عدم وقوع بعض الأخطاء في البطولة هو سبب جهل البعض بقوانين اللعبة قائلا: «من بين أهم الأمور الايجابية لهذه الدورة أنّها ستسمح للصحفيين بالتعرف على كل القوانين لأن هناك العديد من القوانين الجديدة التي أدخلت على اللعبة التي لم يتم التعرف عليها من طرف اللاعبين والمدربين وحتى الأنصار لأنها لم تحدث في البطولة عندنا، والتي أتمنى أن تحدث من أجل أن تكون المعرفة عامة». اللاّعب الجزائري غير ملمّ بقوانين اللّعبة وصف زكريني اللاعب الجزائري ب «الأمي» في مجال التحكيم قائلا: «للأسف اللاعب الجزائري أمي في مجال التحكيم ويجهل العديد من القوانين، وهو ما يجعله يظهر بصورة تسيء للكرة الجزائرية خلال بث مباريات البطولة أو الكأس، وحتى في المنافسات القارية شاهدنا العديد من اللقطات المؤسفة للاعبين ومدربين جزائريين كانت سببا في تشويه صورة الكرة الجزائرية». ثلاث أندية فقط وافقت على دورة تكوينية في التّحكيم حاول زكريني كحكم سابق أن يقوم بتنوير اللاعبين والمدربين بالقوانين الجديدة، لكن جل الأندية لم تستجب حيث قال: «من بين 32 فريق محترف هناك ثلاث أندية فقط من وافقت على إجراء دورة تكوينية للاعبين في مجال التحكيم والتعريف بالقوانين الجديدة وحتى القديمة ليكون اللاعب يمتلك ثقافة في هذا المجال، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة، نصر حسين داي ونادي بارادو، أما البقية فلم تستجب وهو ما يطرح التساؤل». الحكّام يعملون في ظروف مزرية وصف زكريني الظروف التي يعمل فيها الحكام بالمزرية حيث قال: «الحكم الذي يقوم بإدارة مباراة في الرابطة الأولى يتحصّل على مبلغ 36 ألف دينار جزائري ويتكفل بنفسه بالتنقل والإيواء..في حين أنه كان في وقت سابق خلال عهدة الرئيس السابق يتحصل على نفس المبلغ مع وضع سائق خاص ينقله من منزله الى المدينة التي يقوم بإدارة المباراة فيها، والتكفل بإيوائه في فندق من 4 نجوم على الاقل، مع العلم أن الحكام لم يتحصّلوا على مستحقاتهم منذ جانفي الماضي».