في مبادرة فريدة من نوعها، التقى التلاميذ بمعلميهم في الابتدائي بعد 47 سنة من الفراق بمدرسة بن زيوش العمري بمدينة برج بوعريريج، في جو خيالي مليء بالشوق والحنين والأحضان والدموع، فكان سرد الذكريات والتقاط الصور وتبادل أرقام الهاتف بين تلاميذ كهول ومعلمين تجاوزوا سن الثمانين وحتى سن التسعين. جاءت المبادرة من مدير المدرسة عبد الحفيظ بلميلود مع بعض التلاميذ القدامى والمعلمين الذين رفعوا التحدي ونظموا هذه التظاهرة التي كانت مناسبة للقاء والحنين، كما كانت مناسبة للعرفان والتقدير، أين تم تكريم 05 مدراء مروا على المؤسسة منذ سنة 1973، منهم 03 فارقوا الحياة وتم تكريم عائلاتهم، بالإضافة إلى تكريم عائلة الشهيد بن زيوش العمري الذي تحمل المدرسة إسمه الممثلة في شقيقه. من المبادرات الجميلة التي تخللت الاحتفالية التي كانت في ساحة المدرسة، هو فتح أرشيف المؤسسة أمام التلاميذ للتنقيب فيه والإطلاع على كراريس المناداة وكراريس المعلمين، أين راح التلاميذ بشوق كبير يلتقطون صور الأرشيف الذي يعود لأكثر من 40 سنة، كما تمت إقامة معرض للصور الجماعية للأقسام منذ سنوات السبعينيات والذي شد الحضور الذين راحوا يبحثون في ذكريات طفولتهم بشغف كبير. من أجمل المبادرات التي رافقت تكريم أكبر معلم مر على المدرسة ويتعلق الأمر بعبد القادر ثابتي صاحب 94 سنة، اجتمع في القسم الذي كان يدرس فيه رفقة تلاميذه الذين تجاوزوا العقد الخامس من العمر وهم إطارات وأطباء وقام بإلقاء درس عليهم بعد أن دون تاريخ 21 أفريل 1974 على السبورة. وعبر الحضور عن استحسانهم الكبير للمبادرة التي لم تخطر ببالهم ولم يكونوا يتخيلون أن يلتقوا يوما ما بتلاميذهم بعد أكثر من 04 عقود من الزمن، وتمنى الكثير من المعلمين والتلاميذ السابقين أن تعمم المبادرة على المؤسسات التربوية لتغرس في النشء روح الحب و الصداقة و العرفان .