تراجع استهلاك الوقود ب 2 ٪ دافع الرئيس المدير العام لشركة «سوناطراك» عبد المؤمن ولد قدور، بشدّة عن خيار اقتناء مصفاة «أوغوستا» بإيطاليا، وفي ردّه على من انتقدوا قدمها كونها دخلت حيز الخدمة في العام 1953، أكد أن هذا النوع من المنشأة لا عمر له مادامت الصيانة تتمّ بطريقة دورية، وفي السياق، أشار إلى أن الطموح اليوم أن تكون «سوناطراك» قافلة التطوير الوطني، على أن يتمّ إقحام المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة. جاء رد المسؤول الأول على الشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك» عبد المومن ولد قدور، على الانتقادات الموجهة للشركة في أعقاب اقتناء مصفاة ايطالية، من منبر مجلس الأمة، أين نشّط أمس بمعية مستشاريه، ندوة حول موضوع «الجزائر بين الانتقال الطاقوي والتنوع الاقتصادي: رهانات وآفاق الصناعة النفطية الوطنية»، وحرص في البداية على التوضيح بأن الشركة لن تكون مالكة مصفاة «أوغوستا»، إلا في نهاية السنة الجارية، كون العقد الموقع مع «اكسون موبيل» عبارة عن عقد تحويل وبيع. وأفاد ولد قدور ومستشاروه في سياق حديثهم عن المصفاة، التي يعوّل عليها في إنتاج الوقود الذي تضطر الجزائر إلى استيراده لسدّ الحاجيات، بأن المصفاة ستكون أكبر ثاني مصفاة تمتلكها «سوناطراك»، والأولى من حيث درجة التعقيد تمكن من تحقيق تغطية ذاتية لاستهلاك الوقود لمدة 3 أيام، ولم يفوتوا المناسبة للتوضيح بخصوص عمر المصفاة، مؤكدين أنها مادامت تخضع لعمليات صيانة بصفة منتظمة، فإنها ستكون عملية وقد تحصلت مؤخرا على دفتر يؤهلها للخدمة إلى غاية العام 2030، وتقدر درجة سلامتها ب 98.1 بالمائة. وخلال النقاش الذي تبع العرض، أفاد الرئيس المدير العام للمجمع بأن الجزائر وعكس ما يعتقد البعض، تبقى مرتبطة بالمحروقات لعدة سنوات، والتحوّل الطاقوي لن يتمّ في فترة قصيرة، وإنما بطريقة تدريجية على المدى الطويل، وبرأيه فإن الطاقة الشمسية التي تستلزم استثمارات ضخمة، لا يمكنها تعويض الطاقات الأخرى حالا، أما فيما يخصّ الاستغلال الصخري تساءل لماذا لا تستغل الجزائر مصدر طاقة تنعم به، لكنه أكد في المقابل بأن استغلاله مرتبط بالتخطيط وإعداد برنامج خاص بذلك. وأفرد ولد قدور حيزا هاما للصناعة البيتروكيميا التي تكتسي بالغ الأهمية، والتي ينبغي أن تراهن عليها اليوم الجزائر، وبرأيه فإنه من غير المعقول عدم وجود مصنع للبيتروكيمياء في الجزائر ونحن في سنة 2018، وفي السياق رافع لأن تكون «سوناطراك» قافلة التطوير الوطني، إلى جانب القيام بمهمتها الأساسية ممثلة في الإنتاج والبيع، كما اقترح تقديم حصيلة عملها أمام البرلمان بغرفتيه. وبعدما أشار إلى تقاعد ما لا يقل عن 10 آلاف عامل من الشركة في غضون السنتين الأخيرتين، والحاجة إلى اليد العاملة المؤهلة، أشار في رده على أسئلة أعضاء مجلس الأمة بخصوص الأولوية لأبناء الجنوب في التوظيف، وأن المسألة لم تتغير، إلا أن الإشكال في التكوين يطرح بحدّة. ولعلّ القصور المسجل اليوم على مستوى «سوناطراك»، عدم وجود إدارة شراء مركزية وإدارة هندسة مركزية وهيكل مسؤول عن الهيئات القابضة، وإدارة تعنى بالمخاطر وتسيير المخاطر الجديدة، وفق ما أوضح إطار الشركة فتحي لعرابي، الذي نبّه إلى أن الرهان اليوم على المراتب الأولى لشركات النفط في العالم. كما أكد بأن الشركة سطّرت عدة أهداف، بينها مضاعفة حجم الاستكشافات، وتجنب فقدان 3 مليار دولار من العائدات بالتحكم في المشاريع، وإنتاج 20 مليار متر مكعب من الغاز غير التقليدي في حدود العام 2030، وإنشاء 1.3 جيغاواط من الطاقة الشمسية في حقول الشركة. واعتبر زميله المدير التنفيذي للمالية، الأرقام المحقّقة في العام 2017 ايجابية، ذلك أن متوسط سعر البرميل سجّل زيادة قدرها 21 بالمائة رغم فارق العملة، إلى جانب ارتفاع الجباية ب 20 بالمائة قدرت ب 2228 مليار، فيما قدرت واردات الوقود ب 225 مليار، وقد سجّلت هذه السنة نتيجة قدرها 361 مليار زيادة تناهز الثلث مقارنة ب 2017، وبسعر برميل لا يتجاوز 43 دولار يمكن ل»سوناطراك»، أن تحقّق أرباحا وتمول مشاريع وتنجز برامجها، حسب ذات المسؤول.