التكوين الجيد، تسهيلات البنوك والإدارة... ثلاثية يترتب عنها النجاح تحتفل الجزائر كسائر دول المعمورة بعد غد باليوم العالمي للبيئة، وقد خصصت سنة 2018 لموضوع “التلوث البلاستيكي”، الذي أضحى إشكالية عالمية، تختلف آثارها السلبية والخطيرة على الدول بدرجات متفاوتة تمثل مادة البلاستيك نسبة كبيرة من النفايات في الجزائر، ولذلك قامت وزارة البيئة والطاقات المتجددة بتحضير خطة عمل تخص تحويل المؤسسات المنتجة للأكياس البلاستيكية إلى مؤسسات منتجة لأكياس من الورق أو الأكياس غير مضرة للبيئة والصحة، حسب ما أعلنت اعنه المسؤولة الأولى على القطاع في وقت سابق. كما تسعى الوزارة إلى إصدار نص تنظيمي خاص بنظام “ايكوجين” مع منح رخص جديدة لمؤسسات مهتمة باسترجاع ورسكلة النفايات البلاستيكية، إضافة إلى تشجيع المراكز التجارية لاستعمال أكياس تراعي المعايير البيئية، و قد بدأت منذ سنوات إعادة التدوير بشكل عام وإعادة تدوير البلاستيك بشكل خاص بدأت تحظى بالاهتمام في الجزائر ، بالنظر إلى فرص العمل التي توفرها في إطار الاقتصاد الأخضر الذي تعمل على تشجيعه الحكومة ، و كذا المساهمة الفعالة في التقليل من المخلفات البلاستيكية التي يزداد حجمها يوما بعد يوم . و تعتبر استرجاع البلاستيك “صناعة أسهل من إعادة تدوير الكارتون” ، حسب ما أكده بعض الشباب الذين استثمروا في رسكلة و تثمين هذه المادة و الذي نقلت تجربتهم “الشعب” في مقالات سابقة ، نظرا لكونه لا يتطلب منشآت ضخمة وتكاليف باهظة، لكن يبقى تطوير هذا المجال مرهونا بالتكوين الجيد والتسهيلات الإدارية والمالية من طرف البنوك ومؤسسات دعم وتشغيل الشباب. كما يصف البعض تدوير البلاستيك بالاستثمار المضمون، لأن الطلب يزداد عليه يوما بعد يوم ، ويدخل في معظم الصناعات ، كما يناسب مع كل المستويات الاقتصادية ، و هناك عشرات المشاريع في الجزائر في تدوير البلاستيك ،و قد ساهمت بشكل جلي في إبراز قدرات الشباب على خلق نشاطات ساهمت في إحداث مناصب شغل ذاتية ، مع الإشارة إلى أن ارتفاع حجم النفايات في الجزائر قد يتحول إلى فرصة لخلق فرص العمل لاسيما أن “الوكالة الوطنية للنفايات” قدرت قيمة سوق تدوير النفايات بما يقارب 530 مليون دولار، حيث تمثل مادة البلاستيك نسبة هامة ما فتئت ترتفع بفعل زيادة و اعدد استعمالاتها .
500 مليار كيس من البلاستيك تلقى في المحيطات كل عام و على الصعيد العالمي تشير حقائق عن التلوث ، أن العالم يستخدم 500 مليار كيس من البلاستيك كل عام ينتهي المطاف في كل عام ، بما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات ، أي ما يعادل شاحنة كاملة من القمامة كل دقيقة ، حيث أن 50 بالمائة من المادة تستخدم لمرة واحدة ثم يتم التخلص منها ، و تشير أرقام إلى انه يتم شراء 1 مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة ، ما يشكل 10 بالمائة من حجم النفايات التي تخلفها دول العالم ككل .