تعود، أمسية اليوم، عجلة كأس العالم لكرة القدم المقامة بروسيا إلى الدوران، بعدما منحت المنتخبات 16 المتأهلة إلى الدور ثمن النهائي يوما للراحة إثر اختتام المباريات الثلاث من الدور الأول، وفي البرنامج مواجهتان قمة في الإثارة، الأولى ستجمع المنتخب الفرنسي بمنتخب الأرجنتين، والثانية ستكون بين منتخب الأوروغواي وبرازيل أوروبا المنتخب البرتغالي. يحتضن ملعب «كازان أرينا» بداية من الساعة الثالثة مساء، نهائيا قبل الأوان يجمع وصيف بطل أوروبا 2016 المنتخب الفرنسي بمنشط نهائي كأس العالم 2014 المنتخب الأرجنتيني، حيث ستستقطب هذه المواجهة عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم، خصوصا أنها قد تكون الأخيرة للبرغوث الأرجنتيني «ليونيل ميسي» صاحب 31 ربيعا والذي قد لا يمكنه المشاركة في مونديال قطر 2022 بسبب تقدم سنه. المنتخب الفرنسي الذي لم يقنع كثيرا في أدائه خلال خرجاته الثلاث الأولى من الدور الأول للمونديال، رغم أنه كان فعالا وتمكن من الفوز في المواجهتين الأوليين ضد المنتخبين الأسترالي والبروفي وتعادل أمام المنتخب الدانماركي وأنهى الدور الأول من المونديال في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة، إلا أنه تلقى وابلا من الانتقادات من قبل الجمهور والصحافة الفرنسية بسبب الأداء الباهت الذي ظهر به رفقاء القائد «لوريس»، وعقمهم الهجومي رغم الأسماء الثقيلة التي تقود الخط الأمامي في هذا المونديال، يتقدمها هداف الروخي بلانكوس «أونتوان غريزمان»، وسيكون عشية اليوم «الديكة الفرنسية» على موعد من أجل إسكات أفواه كل المشككين والتأهل إلى الدور ربع النهائي، خصوصا أن الطريق للدور المقبل يبدو مفتوحا للفرنسيين أمام المنتخب الأرجنتيني الجريح الذي تأهل بشق الأنفس إلى الدور الثاني، هو الذي فرض عليه التعادل بهدف لمثله من المنتخب الايسلاندي الذي لعب مباراته الأولى في التاريخ بالمونديال، ثم انهزم بثلاثية ضد منتخب كرواتيا وفاز بصعوبة بليغة ضد المنتخب النيجيري وتأهل إلى هذا الدور في المركز الثاني، دون إقناع في خرجاته الثلاث الأولى، لكن ذلك قد يكون في صالح رفقاء «ماسكيرانو» وسيجعلهم ينتفضون في هذا اللقاء، بعدما صب الجمهور الأرجنتيني ونجوم المنتخب السابقين جام غضبهم على هذه التشكيلة وطاقمها الفني بقيادة المدرب «خورخي سامباولي»، الذي يصّر على اللعب بنفس التعداد الذي زجّ في اللقاءات الأولى من المونديال رغم تراجع أداء «الألبيسيليست» كثيرا في هذا المونديال، ومن المنتظر أن يظهر في هذا اللقاء ضد أشبال «ديشان» بنفس التشكيلة التي واجهت «البلاك ستارز»، بعدما لاحظ بأن اللاعبين كانوا أفضل انتشارا فوق أرضية الميدان في هذا اللقاء، ويواصل الإصرار على إبعاد نجم نادي جوفنتوس الإيطالي «باولو ديبالا» الذي بات مطلبا للجميع في الأرجنتين. يريد عشاق «التانغو» التأهل إلى الدور ربع النهائي ويتمنون مواجهة المنتخب البرتغالي في الدور المقبل لتحقيق أمنية مدللهم «ميسي» الذي يبحث عن إقصاء الدون «كريستيانو رونالدو» لبلوغ نصف النهائي ومحاولة التتويج بالكأس التي تنقصه في تاريخه وضمان لقب أفضل لاعب في عام 2018، نهاية السنة. «السيليست» تريد تأكيد قوّتها أمام «الدون» الباحث عن بلوغ الحلم سيكون ملعب «فيتش الأولمبي» بمدينة سوتشي الروسية، بداية من الساعة السابعة مساء بالتوقيت الجزائري مسرحا للمواجهة الثانية التي ستجمع المنتخب الأوروغواني ببطل أوروبا المنتخب البرتغالي في طبعة 2016 التي احتضنتها فرنسا. الأوروغواي التي مرت إلى السرعة القصوى في اللقاء الثالث من الدور الأول أمام المنتخب الروسي البلد المنظم الذي فازت عليه بواقع ثلاثية نظيفة صدمت بها الشعب الروسي الذي التف بقوة حول منتخب بلاده خلال هذا المونديال، بعدما تألق ضد المنتخبين السعودي والمصري. رفقاء القناص «لويس سواريز» سيكونون سهرة اليوم مع مهمة تأكيد انتصاراتهم الثلاثة الأولى خلال الدور الأول، بالفوز والتأهل على أحد المرشحين بقوة لبلوغ المباراة النهائية لهذا المونديال المنتخب البرتغالي، ومن ثم الإعراب عن نوايا الذهاب بعيدا خلال هذا المونديال ولما لا قيادة «السيليست» إلى التتويج بلقبهم الثالث بعد ذلك المحقق خلال أول مونديال في التاريخ سنة 1930 وخلال مونديال 1950، لكن لبلوغ ذلك يلزمهم إقصاء المنتخب البرتغالي الذي يقوده الدون «كريستيانو رونالدو» الذي يبحث عن اللقب العالمي الأول لمنتخب بلده حتى يحطم كل الأرقام القياسية العالمية، هو الذي سيدخل هذا اللقاء بقوة من أجل الإطاحة بمنتخب الأوروغواي والعبور إلى الدور المقبل، خصوصا أنه بدا جد متأثرا بعد نهاية لقاء منتخبه الأخير ضد المنتخب الإيراني الذي فرض عليه التعادل، بعدما ضيع «صاروخ ماديرا» ركلة جزاء كانت ستجعل برازيل أوروبا ينهي الدور الأول في صدارة ترتيب المجموعة الثانية ويتفادى مواجهة متصدر المجموعة الأولى، كما أن تلك الضربة المهدرة كان سيندم عليها كثيرا بما أن المنتخب الايراني لو تمكن من إضافة هدف الفوز لكانت البرتغال خارج المونديال، وما زاد من متاعب «الدون» بتضييعه تلك الركلة الحرة هو حرمانه من تقاسم صدارة هدافي مونديال روسيا التي خطفها منه هداف المنتخب الانجليزي «هاري كاين» صاحب الخمس إحرازات، كلها عوامل ستجعل «رونالدو» يفجر طاقاته في لقاء اليوم الذي يواصل به تعبيد الطريق نحو تحقيق حلمه ببلوغ نهائي كأس العالم، وهو ما سيضمن لعشاق الجلد المنفوخ الفرجة والمتعة الكروية.