إنقطاعات متكرّرة للكهرباء والمياه تشهد قسنطينة منذ أكثر من أسبوعين تقريبا ارتفاعا غير مسبوق في درجة الحرارة، تستقر في المتوسط في حدود 43 درجة، غير أن الأرقام تتعدى في بعض الأوقات الخط الأحمر، الأمر الذي دفع القسنطينون لعدم المغامرة للبقاء في الخارج لمدة أطول، حيث تظل الشوارع خالية من المارة بين العاشرة صباحا والى غاية السادسة مساء، خاصة وأن التعليمات العامة في مجال الصحة العمومية تمنع البقاء لمدة أطول تحت أشعة الشمس الحارقة. وقد تسبّبت موجة الحر هذه في الانقطاع المفاجئ والمتكرر للتيار الكهربائي عبر أغلب بلديات الولاية، كما أحدثت هذه الموجة الاستثنائية تذبذبا في التزود بالماء الشروب، والذي قد يتراوح فيها هذا الانقطاع من 8 الى 10 ساعات في اليوم وهذا في أغلب الأحياء تقريبا، كما تسبب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة الى نشوب حرائق في المحاصيل الزراعية، الأشجار المثمرة، كلأ الحيوان ومساحات كبيرة من الأعشاب اليابسة. فخلال 24 ساعة الأخيرة فقط، سجلت مصالح الحماية المدنية بكل من بلديات قسنطينة، الخروب، زيغود يوسف، ديدوش مراد وحامة بوزيان، إحتراق أكثر من 10 هكتارات من القمح الصلب، 07 هكتار حصيدة و385 ربطة كلأ الحيوان ونحو نصف هكتار من الأعشاب اليابسة، وترجع مصالح الحماية المدنية أسباب هذه الحرائق والتي تتسبب أيضا في ارتفاع درجات الحرراة الموسمية الى أقصى مستوياتها، الى عدم التقيد بالإجراءات الوقائية والإحترازية، والتي يفترض أن يتوخّاها أصحاب هذه المحاصيل لحماية منتوجهم الفلاحي مع بداية فصل الحصاد والدرس. ونظّمت مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة بقصر الثقافة محمد العيد أل خليفة أياما تحسيسية للوقاية من مخاطر فصل الصيف، خاصة ما تعلق منها بحماية المحاصيل الزراعية ومرافق المنشآت الفلاحية، حيث توّجت هذه الأيام التحسيسية بتنقل أعوان الحماية المدنية في 18 جوان الفارط إلى كل بلديات الولاية لتقديم الإرشادات الضرورية للفلاحين، غير أن هذه التعليمات قد لا تتبع وبجدية من قبل هؤلاء ممّا تسبّب في كوارث أدت إلى إتلاف عشرات الأطنان من الحبوب بمختلف أنواعها. وبسبب عدم التقيد بالتعليمات والإجراءات الوقائية، وفي إحصائية للفترة الممتدة من 11 جوان الفارط وحتى اليوم، فقد أتلفت النيران نحو 255 هكتارا من محاصيل الحبوب القائمة (القمح بنوعيه والشعير)، وأكثر من 500 شجرة مثمرة من مختلف الأنواع و3 آلاف ربطة كلأ الحيوان وعشرات الهكتارات من الحصائد والأعشاب اليابسة، إضافة الى مجموعة من خلايا النحل. وعلى إثر هذه الحوادث، قامت مصالح الحماية المدنية للولاية وعبر بلديات قسنطينة، الخروب، عين عبيد، ديدوش مراد..وغيرها من البلديات التي شهدت مثل هذه الحرائق، بحماية مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية القائمة، الحصائد، خلايا النحل، الأشجار المثمرة، محطات وأنابيب نقل الغاز، مساكن وآلات الفلاحية. والجدير بالذكر، أن درجات الحرارة من المنتظر أن تبقى على حالها خلال شهر جويلية وفقا لتوقعات نشرية الأرصاد الجوية، وهو ما يرشّح بقاء سكان قسنطينة تحت وطأة موجة حرارة مرتفعة، تزيد من حدتها احتراق الزراعية إذا لم يتم الإسراع في جنيها لتفادي مثل هذه الحوادث؟