ولد الشهيد الميسوم السايح الحنصالي بتاريخ 5 أفريل 1927 بقرية الصفرة ناحية السواحلية دائرة الغزوات بولاية تلمسان، وينتسب إلى عائلة تمتهن الفلاحة وتعلم في جامع القرية مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ جزءا من القرآن الكريم، وفي عام 1943 هاجر إلى فرنسا طلبا للرزق وتوسيعا للأفق السياسي والنضالي، ومحاولة للالتحاق بالمشرق العربي للدراسة والتحصيل، وهناك حصل على الشهادة الأهلية الفرنسية. في عام 1953 عاد إلى مسقط رأسه وسعى لفتح متجر صغير للمواد الغذائية، وعين مشرفا على القسمة النضالية بناحية السواحلية، وشارك في المظاهرة الكبيرة التي تم تنظيمها ضد سياسة حاكم ندرومة الاستعمارية الجائرة في نفس السنة. بعد إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954، إلتحق بها وأصبح واسطة الاتصال بين المناضلين والقائد محمد العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف، واتخذ منزله مكانا للقاء والتدارس والتجمع وتوزيع الأسلحة وتخبئتها، كما اتخذه العربي بن مهيدي مكانا لعلاجه من جروحه لمدة شهر ونصف. بتاريخ 15 مارس 1955، تم اجتماع موسع للمجاهدين بقيادة السايح الميسوم الحنصالي، وذلك لتدارس وضع الثورة وسير أعمالها وللتخطيط للحصول على الأسلحة، ومن الصدف الحسنة أن الباخرة «دينيا» الأردنية وصلت إلى سواحل المنطقة بكمية من الأسلحة، وعلى ظهرها القائد هواري بومدين «محمد بوخروبة « فكلف الشهيد جنوده بتفريغ الباخرة، ونقل الأسلحة إلى أماكن آمنة في دوار الصفرة قرب الغزوات. في شهر سبتمبر 1955 وبوشاية من أحد الخونة تمكنت الشرطة الاستعمارية من اعتقاله هو وابن عمه بوشنافة أحمد، ونقلتهما إلى مركز تونان العسكري في السواحلية قرب الغزوات، وعذبتهما جسميا ونفسيا واتهمتهما باغتيال إمراة وهي تهمة باطلة، وإمعانا في تعذيب الميسوم السايح تم تعليقه في سقف كوخ لمدة 24 ساعة، فاستغل وجود نافذة بجواره وفر منها عند منتصف النهار بعد أن خلد جنود المركز إلى تناول طعام الغذاء وإلتحق بسرعة بمنزل الشهيد مبروك أحمد في قرية الدراويش الذي فك عليه السلاسل التي كانت ملتصقة برجليه، ومن هناك إلتحق بقرية أولاد علي الذي يتمركز بها العقيد عباس وعاد إلى نشاطه الحربي والنضالي بمناسبة حلول أول نوفمبر 1955. شهادات من معركة «لهوان» بمرسى بن مهيدي الحدودية مع المغرب وعين مسؤولا على القسم الأول ومشرفا على العمليات العسكرية، وقاد بنفسه هجوما على مركز تونان العسكري بالسواحلية، وعلى مراكز أخرى لجيش الاحتلال بمناسبة الذكرى الأولى لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954. في أواخر شهر جانفي 1956، شنّ هجوما خاطفا على مركز الصبابنة العسكري الاستعماري بناحية مسيردة، وتمكن من تدمير المركز كلية وقتل أكثر من أربعين عسكريا فرنسيا وستين جزائريا متعاونين معهم، واستولى على كل ما به من الأسلحة والذخائر والأمتعة ولم يجد جيش الاحتلال من ينتقم منهم سوى العزل من أفراد الشعب وشن هجوما واسعا بريا وبحريا عليهم. ولكن المجاهدين لم يبقوا مكتوفي الأيدي، فشنوا هجومات متوالية على مراكز وتجمعات العدو مثل مركز بوشفع ما بين الغزوات وتونان، ومركز جبل طوماي الاستراتيجي الذي نزلت فيه طائرة استعمارية خطأ في تجمع للمجاهدين فقضوا على كل من بها من الجنود والضباط، وأثر ذلك في معنويات جيش الاحتلال . في بداية عام 1957، جرح الميسوم السايح في إحدى المعارك، واقتيد إلى المغرب الأقصى للعلاج، ومنح هناك رتبة رائد وعاد إلى الجهاد في الجزائر وخاض معركة لهوان ببلدية مرسى بن مهيدي على مقربة من الحدود المغربية، يومي 23 و24 جويلية 1957 واستشهد خلالها مع عديد من رفقائه المجاهدين بجوار الأسلاك الشائكة المكهربة، وذلك يوم 27 جويلية 1957.