أصدر الرئيس اللبناني ميشال سليمان مرسوما رئاسيا بتكليف مرشح تيار المعارضة (8 آذار) رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، وذلك بعدما حصل على ترشيح غالبية النواب في البرلمان. ونال ميقاتي 68 صوتا في حين نال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري 60 صوتا. يذكر أن عدد أعضاء مجلس النواب اللبناني يبلغ 128 نائبا، ويحتاج المرشح لتشكيل الحكومة إلى نصف هذا العدد زائدا واحدا. وتمكن ميقاتي من الحصول على تأييد الغالبية النيابية بعدما قرر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إعطاء أصوات كتلته النيابية لمرشح المعارضة الذي اعتبر نفسه مرشحا توافقيا. وقال في تصريحات أمس أمد يدي للجميع، أنا لمصلحة لبنان مع كل اللبنانيين دون استثناء أحد ودون إقصاء أحد.. لا حقد ولا انتقام من أحد، داعيا الحريري إلى العمل معا يدا واحدة في سبيل لبنان، ومؤكدا حرصه على المسلمين السنة الذين ينتمي إليهم وعلى إنجازات المقاومة الوطنية. وكان ميقاتي قد وجه نداء إلى سكان مدينة طرابلس دعا فيه إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي إشكال مع أي أحد. وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية في إطار المشاورات النيابية إن الرئيس سعد الحريري صديق وأخ، وإن هدفه من الترشح إعادة طرابلس إلى الخارطة السياسية في البلاد. ولكن هذا لم يمنع من استمرار المظاهرات التي نظمها أنصار تيار المستقبل بزعامة الحريري في طرابلس ومدن أخرى احتجاجا على احتمال ترشيح ميقاتي. وقال شهود وتقارير أمنية إن مدينة طرابلس الساحلية الشمالية وهي مسقط رأس ميقاتي شهدت أمس الثلاثاء تجمعا كبيرا لأنصار الحريري لليوم الثاني على التوالي. ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل وسط إعلان نائب المدينة محمد كبارة يوم غضب وطنيا ضد ما وصفه بالتدخل السوري والإيراني في الشؤون اللبنانية. وأشعل المتظاهرون النار في سيارة البث الخاصة بقناة الجزيرة الفضائية. كما أحرقوا صور ميقاتي في مدينة طرابلس. وفي بيروت قطع المتظاهرون الطرق بإطارات السيارات المشتعلة وبحاويات القمامة. وقال مصدر أمني: ان أعيرة نارية أطلقت في الهواء قبل أن يتدخل الجيش. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. كما سجلت تجمعات في البقاع الغربي شرق لبنان ومنطقة إقليمالخروب الجبلية، وتم قطع الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب لفترة، في حين عزز الجيش اللبناني وجوده لحفظ الأمن. وخرج سعد الحريري بعد هذه الأحداث ليعلن رفضه لكل أحداث الشغب والفوضى التي رافقت ما أسماها التحركات الشعبية. وقال الحريري في خطابه: إنه ليس من أهداف تياره أن يكون في السلطة. داعيا إلى أن يكون الخطاب الوطني فوق كل خطاب، خاصة عندما تصل مشاعر الغضب إلى الذروة. وفي هذا السياق أيضا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في مؤتمر صحفي أمس الاول الاثنين: إن قيام حكومة يكون لحزب الله دور فيها سيضفي قدرا من التعقيد على العلاقات بين البلدين، ويؤثر على المعونة الأميركية للبنان. وردا على سؤال عن إمكانية استمرار مساعدة لبنان إذا تولى حزب الله الحكومة، قال: سيكون هذا أمرا يصعب على الولاياتالمتحدة القيام به، وأضاف: كلما زاد الدور الذي يقوم به حزب الله في هذه الحكومة زادت المشاكل التي تكتنف علاقاتنا. ويذكر أن الجيش اللبناني تلقى من الولاياتالمتحدة نحو 620 مليون دولار منذ عام 2006 لدفع تكلفة خدمات مثل صيانة طائرات مروحية وشراء أسلحة وذخائر وأجهزة للرؤية الليلية وصواريخ مضادة للدبابات. وكانت حكومة الحريري قد سقطت قبل نحو أسبوعين إثر استقالة وزراء المعارضة منها بسبب الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري في انفجار استهدف موكبه ببيروت في فيفرى 2005.