تصاعدت حدة الاشتباكات في ميدان التحرير بالقاهرة بين مطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك ومهاجمين ممن وصفوا بالمؤيدين للرئيس يستخدمون أسلحة بيضاء وقنابل حارقة خلفت المئات من القتلى والجرحى، وصدرت تحذيرات من وقوع مجزرة وشيكة بحق المعتصمين في الميدان. يأتي ذلك في وقت شكل فيه المتظاهرون دروعا بشرية في مداخل الميدان لحمايتها من الاقتحام. وقال الصحفي داود حسن في اتصال هاتفي للجزيرة: إن ما يوصفون بالبلطجية ورجال أمن سريين بلباس مدني وأنصار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يحاصرون ميدان التحرير مسلحين بأسلحة بيضاء. واتهم المصدر الشرطة السرية بقتل المتظاهرين الذين أكد أنهم عزل. ومن جهتها ذكرت شاهدة عيان تقطن في أحد الطوابق المطلة على ميدان التحرير: أنها رأت عناصر من الشرطة يقومون بارتداء بدلات قوات الجيش ويعتدون على المتظاهرين. وتساءلت في اتصال هاتفي مع الجزيرة عن كيفية وصول قنابل الغاز لأيدي المهاجمين على المتظاهرين في الميدان. وبدوره أكد الناشط السياسي عادل عبداللطيف في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن من وصفهم بالبلطجية ورجال أمن الدولة يستخدمون الهراوات ومواد حارقة ضد المتظاهرين. وأظهرت صور تلفزيونية مباشرة وجود أشخاص يعتلون أسقف مباني ويرمون قنابل حارقة على المتظاهرين. وذكر شاهد عيان أن المتحف المصري الموجود في الميدان تعرض لعشرات قنابل حارقة من قبل الذين يوصفون بالبلطجية واندلع حريق في احد اجزائه. وفي خضم ذلك نقل عن مصادر خاصة في مناطق متعددة بالقاهرة تأكيدها أن مئات الشبان يتحركون باتجاه ميدان التحرير لإنقاذ زملائهم المحتجين الذين تعرضوا لاعتداءات. وأشار الصحفي داوود حسن إلى المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض على 14 من البلطجية ورجال الشرطة السرية وتسليمهم إلى القوات المسلحة. وأظهرت صور تلفزيونية مباشرة مهاجمين يمتطون أحصنة وجمالا ويحملون مايبدو أنها عصي وقضبان حديدية يغارون على جموع من المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك. وشوهد في لقطات أخرى صور لمتظاهرين يسيطرون على مهاجمين كانوا فوق أحصنة، وآخرين يبرزون هويات رجال أمن يبدو أنها انتزعت أو سقطت من المهاجمين أثناء الاشتباكات. واتهمت مصادر صحفية للجزيرة ما وصفته بعناصر من وزارة الداخلية بلباس مدني ومن يوصفون بالبلطجية القيام بالهجوم ضد المتظاهرين في ميدان التحرير. وقال مصدر صحفي: إن رجال أمن بلباس مدني ومن وصفهم بالبلطجية قاموا باستفزاز متظاهري ميدان التحرير. ونفت وزارة الداخلية اتهامات بوجود رجال أمن بملابس مدنية اندسوا في صفوف المشاركين في هذه الاشتباكات. وأثناء ذلك عرضت صور تلفزيونية متظاهرين يبرزون هويات لرجال أمن انتزعوها أو سقطت أثناء الاشتباكات. وفي خضم ذلك أكد عدة مصادر صحفية وشهود عيان أن الجيش ظل على الحياد في هذه الاشتباكات رغم تحذيره في وقت سابق المهاجمين المؤيدين للرئيس مبارك من الاعتداء على المتظاهرين وتأكيده أن تدخله سيكون حازما. وفي سياق متصل أفاد مراسل الجزيرة أن قيادات الحزب الحاكم اجتمعت مع قيادات أمنية لشق صف قوى المعارضة. وتأتي هذه التطورات في وقت كان المتظاهرون المصريون يواصلون فيه تدفقهم على ميدان التحرير بوسط القاهرة تشبثا بمطلبهم برحيل نظام الرئيس مبارك، الذي حدد ائتلاف المعارضة يوم الجمعة لرحيله. وأكد أحمد ماهر منسق حركة 6 أفريل أن المعارضة ستحاول إعادة صفوفها للانطلاق في تظاهرات يومى الخميس والجمعة. وفي تعليقه عن هذه الأحداث نقلت رويترز عن محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير اتهامه الحكومة باستخدام أساليب ترويع ضد المتظاهرين. وحملت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية مبارك مسؤولية الدماء التي تسيل وتعهدت بمقاضاته. وكان المتظاهرون قد وصفوا خطاب مبارك بأنه حيلة من مبارك للتشبث بالسلطة، وأعلنوا أنهم لن يغادروا الميدان حتى يغادر الرئيس منصبه. وعلت هتافاتهم المطالبة برحيله الفوري دون إبطاء، قائلين مش هنمشي.. هو يمشي. كما طالب نشطاء آخرون بمحاكمة الرئيس جراء ما اقترفه من جرائم بحق الشعب المصري. كما هتف المتظاهرون بما سموه قسم الثوار الذي يقول أقسم بالله العظيم أن أعمل على استمرار الثورة الشعبية جنديا في صفوفها، لا أغادر الميدان حتى يغادر مبارك ورموز نظام مبارك نهائيا هذا البلد