حركت أمس أزمة غياب مياه الشرب وتذبذب عملية التوزيع التي طالت سكان عدد من بلديات بومرداس مشاعر الغضب لدى سكان قرى بلدية اعفير شرق بومرداس، الذين تنقلوا الى مقر البلدية من أجل الاحتجاج والمطالبة بإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة التي تفاقمت منذ انطلاق فصل الصيف، وتتكرر كل سنة رغم الوعود المقدمة من قبل السلطات المحلية والولائية لتجاوز الأزمة وضمان التموين العادي بهذه المادة الحيوية. احتجّ أمس سكان قرى بلدية اعفير شرق بومرداس بسبب غياب مياه الشرب التي انقطعت عن حنفياتهم لفترة تعدت شهرا في بعض القرى المتناثرة بإقليم البلدية، حيث توجّه ممثلو السكان لمقابلة رئيس البلدية لطرح انشغالهم والمطالبة بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة التي تشهدها المنطقة الجبلية في غياب بدائل للتزود بمياه الشرب وحتى للاستعمال المنزلي وتربية المواشي، مما اضطرهم الى الخضوع لشروط أصحاب الصهاريج الذين يزداد نشاطهم خلال هذه الفترة. وحسب الأصداء التي تحصلت عليها «الشعب»، فإن رئيس بلدية اعفير لم يجد من حيلة لاقناع السكان إلا توجيههم لمقر المؤسسة الجزائرية للمياه المكلفة بتسيير ملف مياه الشرب وإصلاح الأعطاب التي تعرفها قنوات التوصيل كتصرف يدل على قصر اليد، وعدم القدرة في حل هذه الأزمة التي يعاني منها سكان البلدية منذ عقود، وهو الملف الذي ظل يشكل المحور الاساسي لوعود المنتخبين والمتنافسين على مقاعد المجلس البلدي الذي عاد في النهاية لحزب الارسيدي. الظاهرة وحالة التشنج لم تقتصر على هذه البلدية النائية القابعة في حدود ولاية تيزي وزو، بل امتدت مؤخرا إلى عدة أحياء وبلديات وحتى مراكز المدن بسبب التراجع عن البرنامج العادي الخاص بعملية التموين اليومي بمياه الشرب وتقليص الساعات المخصصة لكل منطقة، حيث كان أمس سكان حيي بن عودة وبن عمر ببلدية قورصو على موعد مع الحركة الاحتجاجية أمام مقر البلدية ولنفس المطلب، مؤكدين في تصريحاتهم «أن مياه الشرب غائبة عن حنفياتهم منذ 19 يوما»، والوضعية نفسها كذلك في باقي بلديات الولاية التي يواجه فيها السكان تراجع حصتهم اليومية وغيابها لأيام في صمت، في انتظار انتهاء الصيف وموسم الاصطياف الذي تحول بالنسبة للكثير منهم الى شبح مخيف نتيجة هذه الأزمة.