شهدت مسيرة أمس التي طبعها حضور مكثف لأعوان الأمن مشادات كلامية بين المتظاهرين الذين رفعوا شعارات تنادي بالتغيير والديمقراطية والقضاء على الفساد ، وأبناء أحياء بلوزداد وغيرهم طلبوا من المتظاهرين العودة إلى ديارهم وعدم خلق البلبلة بالعاصمة والقيام بمظاهرات خارجها. وان اتفق الجميع على تدهور الظروف المعيشية للمواطن ومشكل الشغل والسكن لكن الاختلاف كان كبيرا حول اساليب العلاج والتسوية. وكان الرأي السديد ينصب على مسالة جوهرية أن أفضل وسيلة لحل هذه المشاكل وللتعبير عن انشغالاتهم وإحداث التغيير الحوار وليس المظاهرة. وقد تصدى سكان بلوزداد للمتظاهرين الذين كان عددهم قليلا خوفا من حدوث أعمال شغب وتكسير ولهذا خرجوا لحماية ممتلكاتهم وأحيائهم، منادين بتركهم في سلام. وبالمقابل، قام بعض الشباب بالاستهزاء بالشعارات التي رفعت من طرف المتظاهرين واصفين إياها بالاسطوانة القديمة التي رددت منذ سنوات التسعينات وان أصحابها معروفون، ولديهم أغراض سياسية هي الوصول إلى السلطة. في حين تدخل احد الشبان ليقول: أن المسيرة شرعية ومطالب المتظاهرين اجتماعية وليست لها علاقة بالسياسة، داعيا الشباب الجزائري إلى تفهم الوضع وان لا يكونوا أنانيين. وتحجج الشباب في محاولة التعبئة بوجود شباب ببعض الولايات يعاني من مشكل البطالة والسكن، وتدهور القدرة الشرائية ومن حقهم التعبير عن غضبهم لكن هذا الكلام لم يقنع احدا. وسمعنا في وسط المظاهرة مشادات كلامية أخرى بين مواطنين تندد بتدخلات سعيد سعدي الأمين العام لحزب التجمع للثقافة و الديمقراطية، وعلي بلحاج واصفين إياهما بالخلاطين وأنهما لا يمثلان الشعب الجزائري. ورد عليه احد المتظاهرين بان سعدي لا يمثل سوى نفسه، وان مسيرتهم ذات مطلب اجتماعي. وفي هذا الصدد، قال عبد الحفيظ بوشايب في تصريح لجريدة «الشعب» أن المواطنين وعلى رأسهم الشباب، هو الذي يصنع التغيير وليس دعاة التحريض والفتنة. ويأتي اليوم، أضاف بوشايب، ليحدثنا عن الديمقراطية منتهزا فرصة المسيرة السلمية. وعلى شاكلته سعيد سعدي. وقال في هذا المضمار دائما، «أن تدخل سعيد سعدي حول مسار المظاهرة السلمية التي قادها الشباب، وكان الأجدر به البقاء في مكتبه هو ويحيى عبد النور الحقوقي، فنحن لا نريده بيننا». وأشار إلى انه لا احد له الحق في مطالبتهم بتنظيم مسيرة، فقط الشعب حر في اتخاذ القرار، مذكرا في ذلك بسنوات الجمر التي عاشها الجزائريون من تقتيل وغياب الأمن، في حين كان سعدي يستمتع بالخارج. من جهة أخرى، دعت إحدى المواطنات إلى توخي الحذر من الفضائيات الأجنبية التي تستهدف ضرب استقرار الجزائر، وانفجرت باكية تقول أن القنوات التلفزيونية الفرنسية لا تحب الخير للجزائر، فهي لا تصور إلا الجانب السلبي في حين تتغاضى عن الجوانب الايجابية لبلادنا، مضيفة أن مسيرة أمس ستعطي لهذه القنوات الفرصة لبث أكاذيب وادعاءات عن الوضعية بالجزائر.