من المرتقب أن يعرض المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، تقريره السنوي أمام مجلس الأمن، يوم 9 سبتمبر المقبل. وتعتبر هذه الخطوة، إجراء «إلزامي» قبل تجديد مهمة بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، التي تحيط بجهودها تساؤلات، لاسيما فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الليبية العام الجاري. ويأمل سلامة بإكمال مسار «المصالحة الوطنية» بحلول هذا الموعد، لا سيما تنظيم المؤتمر الوطني الجامع الذي جرى تأجيله، في وقت تتضاءل فيه على نحو متزايد احتمالات تنظيم انتخابات في البلاد. وجاء ذلك، في وقت تقود فيه بعثة الأممالمتحدة مساعي نحو إحياء عملية الحوار الليبي، عبر ثلاثة مسارات رئيسية تتعلّق بالعملية السياسية والإصلاح الاقتصادي والوضع الأمني، وسط توقعات بأن تتضح المعالم الرئيسية لهذه الجهود خلال الأيام المقبلة. وكان غسان سلامة قد قال، في إحاطته السابقة بمجلس الأمن، إن الوضع الراهن في ليبيا لا يمكن أن يستمر، وإن الليبيين يتلهفون إلى التخلص من الفوضى التي لازمت مؤسساتهم وإحياء الاقتصاد الوطني الذي يعاني من أزمات عدة. واعتبر سلامة أن إحراز أي تقدم سياسي مرتبط بانعدام النشاط العسكري على الأرض، غير أن أحداث عنف تسببت في تحويل الانتباه واستنزاف بعض الزخم الذي كنا قد اكتسبناه»، حسب قوله. رفض استقبال مزيد من المهاجرين على صعيد آخر، رفضت ليبيا الخميس استقبال 177 مهاجرا عالقين على متن سفينة لخفر السواحل الإيطاليين قبالة ميناء في صقلية بعد أن منعت روما إنزال المهاجرين المتواجدين على متنها. وكان وزير الخارجية الإيطالي ماتيو سالفيني هدّد في وقت سابق من الأسبوع الجاري بإعادة المهاجرين إلى ليبيا ما لم توافق حكومات أوروبية أخرى على استقبال قسم منهم. وأعلن وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد سيالة في بيان أن «ليبيا لا تقبل هذا الإجراء المجحف وغير المشروع فلديها ما يزيد عن سبعمئة ألف مهاجر». وفي بيانه الصادر ليل الأربعاء إلى الخميس طالب سيالة المجتمع الدولي ب»الضغط على دول المصدر لإعادة قبول رعاياهم وتحمل نفقات إعادتهم إلى دول المصدر». وتابع سيالة، «يجب إعادتهم إلى دول المصدر التي أتوا منها فليبيا بلد عبور وقد تحملت الكثير». والسفينة الإيطالية «ديتشوتي» متوقفة منذ ليل الإثنين قبالة ميناء كاتانيا في صقلية. وتحولت ليبيا إلى نقطة عبور للمهاجرين القادمين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء باتجاه أراضي القارة الأوروبية في رحلات غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر على متن قوارب متهالكة. وتستقبل ليبيا المهاجرين الذين يعترض خفر السواحل الليبيون قواربهم في مياهها الإقليمية، لكنها غالبا ما ترفض استقبال من يتمّ إنقاذهم قبالة سواحلها من قبل سفن أجنبية أو تابعة لمنظمات إنسانية.