منذ إقرار مجلس الوزراء مؤخرا رفع حالة الطوارئ وحسمه في العديد من المسائل التي أثارت ضجة كبيرة على الساحة السياسية منها مطالبة الأحزاب الناشطة في الميدان بالتغيير والتعددية السياسية ، تعديل الدستور وكذا انفتاح الإعلام على مختلف الحساسيات، لاحظنا انتعاشا في الحراك السياسي خاصة وان السلطات العليا ترى أن الديمقراطية تتعزز بالرأي والرأي الآخر لكن مع احترام التشريعات ونظام الأمة. وبالموازاة مع ذلك، نلاحظ مبادرات لمختلف التشكيلات الحزبية انضمت إليها شخصيات مثل التحالف الوطني من اجل التغيير الذي يمثله جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، حيث يعقد لقاءات إدارية من اجل التعريف بمطالبه والتحسيس من اجل التجاوب معها والانخراط فيها. وفي ظل كل هذه الأحداث ظهرت موجة الدعوة لتنظيم المسيرات بالعاصمة بالرغم من أن السلطات العمومية لم ترخص لها بالعاصمة فقط على غرار الولايات الأخرى بسبب الكثافة السكانية المرتفعة، وبالتالي صعوبة التحكم في الوضع الأمني. حيث في كل مرة تطالب التنسيقية من اجل التغيير الممثلة بشكل قوي من طرف سعيد سعدي الأمين العام لحزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، المواطنين للخروج في مسيرات شعبية كل يوم السبت بحجة التغيير والديمقراطية وهو نفسه لم يطبقه في حزبه ومع مناضليه الذين تخلى الكثير منهم عنه. لكن سعيد سعدي أخطأ في تقديراته كلما نادى بالمسيرات، لان المواطنين لاسيما شبان الأحياء الشعبية بالعاصمة لم يلتفوا حول المسيرة ورفضوا المشاركة فيها إلا قلة قليلة. حيث دعا شباب العاصمة المتظاهرين مرارا لتركهم بسلام لممارسة نشاطاتهم التجارية وتحصيل لقمة العيش ، كون المواطن سئم مما خلفته العشرية الدموية التي مرت بها الجزائر من خسائر بشرية ومادية ، وفهم التلاعبات السياسية لبعض الأطراف الانتهازية. كما أن الإعلام الغربي الذي كان يتهافت لنقل الأخبار السيئة عما يحدث بالجزائر خابت آماله، وأصبح لا يتابع المسيرات التي في كل مرة تنقص نسبة المشاركة فيها. وقد أدرك المواطن أن انسب طريقة للحوار وحل المشاكل وإحداث التغيير على كل المستويات هو تنظيم تجمع وهذا ما قامت به جبهة القوى الاشتراكية، التي فضلت تنظيم تجمعا بالقاعات التي رخصت لها الحكومة على النزول إلى الشارع وإحداث البلبلة مثلما فعلت التنسيقية التي تحفظ الدرس. نفس الخطوة سار عليها التحالف الوطني من اجل التغيير الذي ينظم تجمعا شعبيا بقاعة الأطلس بباب الواد، للتعبير عن الموقف الواضح للتحالف ضد بعض المسائل الاجتماعية والاقتصادية، وذلك غدا الجمعة على الساعة الثالثة مساء. وبالمقابل، يعقد التحالف الرئاسي والتنظيمات الوطنية لقاءا اليوم بفندق الرياض، ونفس الأمر ستذهب إليه الجبهة الجزائرية الوطنية لموسى تواتي. علما انه صباح أمس عقد على فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 جمعية عامة ولائية تنظيمية بكل من ولاية سطيف والمسيلة.