شددت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أمس على ضرورة مراجعة القوانين الاجتماعية من اجل تحسين الظروف المعيشية للمواطن الجزائري. وقالت حنون في ندوة صحفية بمقر الحزب انه لا بد من مواصلة الجهود لتحسين القدرة الشرائية للجزائريين وتمكينهم من الحصول على السكن ومناصب شغل قارة والتكفل بالانشغالات الأخرى للخروج نهائيا من كل ظواهر التفسخ الاجتماعي. وأصرت حنون على ضرورة الإسراع بالإصلاح السياسي من خلال مجلس تأسيسي سيد يتولى وضع حكومة تكنوقراطية ومحاسبتها ومراقبتها وقالت أن هذا المجلس تسند إليه مهام تحدد النظام الديمقراطي من خلال صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات مبكرة. وأشارت في هذا السياق إلى أن الديناميكية الاجتماعية التي تعيشها الجزائر حاليا تصطدم بالإطار السياسي القديم في غياب جسور وقنوات اتصال لطرح الانشغالات. وهذا ما ولد موجة الاحتجاجات المتكررة والإضرابات. وحسب المتحدثة فان التحولات السريعة تفرض إيجاد مؤسسات تواكب كل التغيرات الوطنية والإقليمية والعالمية وتستجيب لتطلعات الشعب الجزائري قبل أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى قنبلة موقوتة، خاصة وان هناك تعطش للنقاش السياسي حول المواضيع الاجتماعية والسياسية والثقافية. وقالت لويزة حنون انه بعد اجتماع أمانة المكتب السياسي لحزب العمال في دورة عادية ، و تحليل الأوضاع تقرر مضاعفة لجان الحزب من خلال توسيع أهدافها من اجل مساعدة الجماهير الشعبية في أن تنخرط في إطار منظم للتعبير عن انشغالاتها وتطلعاتها. والى جانب ذلك قرر الحزب ربط المطالب الاجتماعية القطاعية المستعجلة مع مضمون الدستور الذي يجب أن يدون بعد نقاش اجتماعي وسياسي موسع، بالإضافة إلى تجميع النضالات في لجان غبر الولايات لانتزاع المطالب وتوجيه هذه الديناميكية عبر لجان وطنية مما سيمهد إلى إنشاء مجلس تأسيسي سيد. وحول تقييمها للأوضاع في الجزائر مقارنة بما يجري في باقي الدول العربية قالت لويزة حنون: «صحيح أن الأوضاع في بلادنا تختلف ولكننا لسنا بمعزل عنها لان هناك مسار ثوري متحرك في تلك الاحتجاجات التي نعيشها. ومن هنا لا بد أن تكون هناك استباقية لاحتواء الأوضاع والتداعيات عبر القطيعة التامة مع الإصلاح الهيكلي المفروض علينا من القوى الامبريالية الضاغطة». ودافعت حنون بشدة عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين نظرا للجهود التي بذلها في تلبية مطالب العمال. وقالت أن النتائج التي حققتها اجتماعات الثلاثية تشهد على ذلك لأنه لا يمكن أن يكون بعيدا عن الحراك الاجتماعي المنبثق أصلا من الاتحاد نفسه او نقابات مستقلة. من جهة أخرى انتقدت لويزة حنون بشدة موقف التحالف الرئاسي من المجلس التأسيسي ورفضه له تحت غطاء حجج واهية بل اعتبرت أن البقاء رهن السكون هو قفزة نحو المجهول خاصة وان الديناميكية الاجتماعي تنذر بتداعيات يصعب التحكم فيها في حال استمرار الانسداد السياسي.