احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود، تجمع عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء عدة من فرنسا في إطار حركة احتجاجية شعبية تسمي نفسها «السترات الصفراء». وأحدث التحرك توترا على الطرقات ما أسفر عن مقتل امرأة صدمتها سيارة وجرح العشرات. تجمع نحو 124 ألف شخص في إطار الحركة الاحتجاجية «السترات الصفراء» في نحو ألفي نقطة من أنحاء البلاد، للتنديد بتراجع القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الوقود، وأسفر هذا التحرك عن توتر الأجواء في الطرقات ما أسفر عن مقتل امرأة وسقوط عشرات الجرحى. وقام المتظاهرون بإغلاق الطرقات السيارة وعدة طرقات في أرجاء البلاد. ما تسبب في عدة حوادث بعضها بليغة تسببت في وقوع نحو 50 جريحا وتوقيف نحو 24 شخصا. وفي السياق ، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن سائقة صدمت وقتلت متظاهرة بالخطأ كانت تشارك في الحملة. وأوضح كاستانير وحاكم محلي في تصريحات نقلها التلفزيون أن سائقة أصيبت بالفزع عندما رأت محتجين يسدون طريقا في القسم الجنوبي الشرقي من سافوا، فزادت السرعة وصدمت متظاهرة وقتلتها. وكانت حركة شعبية تطلق على نفسها اسم «السترات الصفراء»، دعت إلى مظاهرات في فرنسا أمس بإغلاق الطرق والمطارات والمحطّات وعدد من المواقع الأخرى احتجاجا على إجراءات حكومية تسببت في تراجع القدرة الشرائية للفرنسيين، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الوقود. ماكرون في عين الاعصار الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا امس، جاءت بالرغم من الاجراءات التي اتخدتها الحكومة الاربعاء الماضي لامتصاص الغضب الشعبي بسبب تراجع القدرة الشرائية. فقبل ثلاثة أيام، أعلنت الحكومة عن تدابير لمساعدة العائلات المعوزة لكن دون عزم السلطات التراجع عن رفع الضرائب على الوقود التي تشكل أحد أبرز أسباب الاستياء الشعبي. وصرح رئيس الوزراء إدوار فيليب «لن نلغي ضريبة الوقود، لن نغير الاتجاه، لن نتخلى عن أن نكون على مستوى هذا الرهان الكبير»، في إشارة إلى عملية الانتقال البيئي. ويتوقع أن ترتفع الرسوم على استخدام الفيول 6,5 سنتيما من اليورو للتر الواحد وعلى البنزين 2,9 سنتيم في الأول من جانفي القادم . وتحرص الحكومة على رفع أسعار الوقود لكنها ستقوم ببعض المبادرات لتحسين القدرة الشرائية للأكثر فقرا. وتابع رئيس الوزراء الفرنسي «سمعنا أيضا عن الحاجة التي عبّر عنها الفرنسيون بضرورة مواكبتهم في هذا الانتقال لأنه صعب». وستتم زيادة المساعدات المالية للطاقة التي تعد تدبيرا للمساعدة على صعيد نفقات الكهرباء والغاز، حتى تشمل 5،6 ملايين منزل، وفق ما قال إدوار فيليب الذي أكد من جهة أخرى الرفع المقرر من 150 إلى 200 يورو لهذه البطاقة العام المقبل. وقررت الحكومة أيضا تأمين «مساعدة كبيرة» لتغيير سيارات ل 20% من الأسر المعوزة، والذي ستبلغ حتى 4000 يورو مما يضاعف المساعدة القائمة.وتبلغ قيمة هذه المساعدات حوالى 500 مليون يورو بما فيها زيادة المساعدة للطاقة التي تبلغ كلفتها حوالى مئتي مليون يورو، حسب فيليب.