هنّأ اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني، الأسرة الإعلامية الجزائرية باليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، من خلال رسالة بعث بها إلى جريدة «الشعب» وكافة وسائل الإعلام الوطنية الأخرى، مقدّما أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع موظّفي الأمن الوطني أحرّ التهاني، متمنّيا لها المزيد من التوفيق بما يدعّم الصّرح الإعلامي، وإرساء سُبل التّنوير المعرفي خدمة للوطن والمواطن. وجاء في ذات الرسالة، «أنّ الصحافة الجزائرية التي سايرت دائما التحولات التي عرفتها الساحة الوطنية، برهنت على مدى تشبّعها الراسخ بالحسّ الوطني، الذي مكّنها من تأدية رسالتها التوعوية النبيلة، والإرتقاء بوعي المواطنين ومسؤولياتهم تجاه وطنهم كشركاء فاعلين خدمة للمصلحة العامة». وربط بين الدور العام المنوط بالأمن الوطني في الحفاظ على أمن المواطنين وحماية الممتلكات، وبين دور الإعلام الوطني، معتبرا أن لوسائل الإعلام الوطنية دورًا رياديا في توعية الجماهير بقضايا التنمية المستدامة من خلال إعلام هادف ومحترف». وتوقّف اللواء عبد الغني هامل في رسالته، عند عامل مهم في العلاقة التي يجب أن تكون بين وسائل الإعلام الوطنية وجهاز الأمن الوطني، قائلا بهذا الخصوص: «إنّ تظافر الجهود بينهما سيدعّم لا محالة مناخ التنسيق الذي سيكون المستفيد الأول فيه المواطن، الذي أضحت انشغالاته من أولويات أدائنا اليومي»، وأضاف يقول: «إنّني بهذه المناسبة أثمّن أطر التعاون والتواصل المتواجدة بيننا، وأنا على يقين بأن العيون الساهرة، والأقلام الملتزمة ستبقى دائما متمسكة بأداء الواجب في إطار احترام قوانين الجمهورية». تعدّ رسالة التهنئة هذه مبادرة طيّبة، تجسّد إدراك المسؤول الأول لقطاع الأمن الوطني، لدور الإعلام الوطني في توعية الجماهير، وبقيمة الرسالة الإعلامية التي يؤدّيها، وعليه فهي تستحق التنويه والإكبار من طرف أسرة الصحافة الوطنية، التي تقدّر دوره في إرساء دعائم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، والسهر على أمن المواطنين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة. جميل مثل هذا الكلام الذي تضمنّته رسالة اللواء هامل، الذي يكتسي أكثر من معنى لاسيما عندما يصدر من رجل له وزنه، معروف عنه الصدق وبعد النظر، وسداد الرأي واحترام الآخر، لكن يا حبّذا لو يحتذي البعض من المسؤولين على المستوى المركزي بالمديرية العامة للأمن الوطني بالخصوص ولو بحدّ أدنى من صفاته وهم الذين لا يسهّلون المهمة للصحفي المدعو لتغطية أيّ نشاط رسمي خاصة إذا كان اللواء هو من يشرف على هذا النشاط. وإذا كان المطلوب منا الإلتزام بميثاق الشرف الصحفي، وآداب المهنة وتقاليدها، وحقوق القراء، والاعتذار في حال الخطأ حيث أنه من الشجاعة أن نصحّح أنفسنا بذات الطريقة التي أخطأنا بها فالمرجو من الطرف الآخر أن يعامل بدوره الصحفي باحترام حتى لا يسيء إلى الهيئة التي ينتسب إليها. إنّنا لا نطالب بالمستحيل في بلد مثل الجزائر، له تجربة نموذجية في مجال حرية الإعلام والتعبير، حتى وإن كانت هناك مؤسسات تصرّ على حجز المعلومة على الصحفي، في الوقت الذي يطالب فيه الرأي العام بعرض المعلومة الصحيحة، وهذا ما يضع الصحفيين في إشكاليات تتعلق بأداء رسالتهم الإعلامية على الوجه المطلوب، لأنّ المعلومات هي في الأساس حق مشروع للمجتمع.