تعيش الجزائر هذه السنة حدثا ثقافيا هاما »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«، الذي جعل من جوهرة المغرب العربي على وجه الخصوص والجزائر عموما مقصد العديد من الدول الإسلامية، ليأتي وتزامنا مع هذه التظاهرة الكبيرة مهرجان المسرح المحترف في دورته السادسة، الذي شهد هو الآخر حضورا عربيا معتبرا، حيث تطرّق الكثير من أهل الفن الرابع العربي إلى واقع ومشاكل أبي الفنون في هذه المنطقة من العالم. ❊ عصام أبو القاسم: حراك النقد المسرحي توقف عن التنظير؟! وذهب مع هذا الرأي السوداني ومدير تحريرمجلة تعنى بالمسرح عصام أبو القاسم، حيث أكد على توقف حراك المسرح العربي على طرح النظريات، مبيّنا أنه من تحدّث عن التنظير في النقد المسرحي، فإنه يتحدث عن فترة معينة وهي الستينيات التي أنتجت فيها النظريات، وبقي النقد يعمل بهادون خلق جديد بعدها. ومن جانب آخر، اعتبر العمل النقدي اليوم عند الكثير من النقاد عملا تهكميا، أو من سمّاهم ب »نقاد الصفحة الفنية«، هذا الشيء الذي دفع بالنقد المسرحي إلى الوراء. ❊ أنور محمد: النقد الانطباعي والعاطفي يعاقب الناقد قبل المنتقد أمّا الناقد الأدبي والمهتم بالمسرح السوري أنور محمد، فقد أبرز النوع النقدي الذي يتعامل به الكثير من النقاد كالانطباعي والعاطفي، وهي أساليب تعاقب على حد قوله الناقد قبل أن تعاقب الكاتب أو المسرحي، معتبرا هذا النوع من النقد غير قائم على أسس علمية، مؤكدا أن المسرح العربي في حاجة إلى نقد علمي بنّاء، فالعرب اليوم لم يستطيعوا تأسيس نقد تتمّ من خلاله قراءة ثقافاتهم واتجاهاتهم الواقعية. يبدو أن المسرح خرج قليلا عن دوره الأساسي، فالواقف على الخشبة يجب أن يعمل على تحريك وتهييج المتفرّج كأنه يشاركه، ويقحمه في العرض، فلطالما كان المسرح في فترات خلت مؤثرا قويا على المجتمع فهو »مزيل الألم وليس مهدّئا«. وحتى يصل المسرح إلى المستوى المطلوب، مثلما يرأى الكثير من المختصين وجب خلق نقد علمي بنّاء يتدارك من خلاله السلبيات والنقائص التي يعرفها الفن الرابع في الدول العربية. ❊ عبد القادر هني: بعض النقاد يعتمدون على العمل التهكمي كان رئيس جامعة الجزائر عبد القادر هني ضمن المثقفين المعنيين بمهرجان المسرح المحترف، والذي أكد على العلاقة الوطيدة التي تربط بين الثقافات قائلا: »هذا الحدث يحمل الكثيرمن الدلالات، فتعانق الدول وتبادلها الإبداعي يدل على أنها إذا فرّقتها السياسات فالثقافة تجمعها، فطالما حطّمت الثقافة حواجز العراقيل والمشاكل التي كانت قائمة بين كثير الدول. والمسرح كما أكد هني أحد الأنماط الإبداعية، فمن لاحظ أي عرض من بين عروض المهرجان يستنتج أن للعرب ثقافة منفردة، والفن الرابع هو أسمى وسيلة لتحقيق التوازن وترسيخ المعالم، غيرأنه يحتاج إلى التوجيه حتى يتمكن من حمل رسائل تتماشى والهوية العربية، وليس أن يحمل بين ثناياه ثقافة غربية غريبة، ويساعد في نشرها داخل المجتمعات كعنصر دخيل عليها. ومن جهة أخرى، اعتبر عبد القادر هني أن التظاهرات الثقافية والمهرجانات التي تنظّم على مستوى دول عربية كثيرة هي فضاءات للعرب قبل كل شيء، والمسرح حسب ما رأى حاضر في كل المناسبات والتظاهرات »وهو شيء يبشّر بالخير«. ولطالما كان للنقد نصيب في عديد التظاهرات، خاصة وأنه مريض في الدول العربية، حيث لا يزال النقد في المسرح العربي يعمل بنظريات توصّل إليها النقاد في فترات كان فيها الفن الرابع في أوّج عطائه.