قالت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت، أمس ، من وهران، إن أبواب الحوار «دائما مفتوحة» أمام الشركاء الاجتماعيين، وقد انطلقت من هذه الأسس في إرسال محاضر الاجتماع لمختلف النقابات المعنية، للرد على الأجوبة و الاقتراحات. حول تهديدات الشركاء الاجتماعيين بالدخول في إضراب أكدت الوزيرة رفضها لمصطلح التهديد لأن القانون الجزائري يسمح للشريك الاجتماعي القيام بهذا الإجراء، لكن الوزارة لا تتقاسم دائما جميع الاقتراحات والأفكار، وخاصة منها المطالب بصيغة الأوامر. أوضحت بن غبريت أن الوزارة تتفق مع النقابات في الجانب التربوي وتختلف معها حول بعض المطالب «السيسيومهنية»، على غرار القدرة الشرائية ومسائل أخرى، متطرقة في هذا الصدد إلى المطالب ذات الصلة بالجانب التربوي، والمتعلقة أساسا بتغيير محتوى البرامج، حيث اعتبرت أنه من الطبيعي في القطاع تحيين البرامج خلال المرحلة بين 3 و5 سنوات. وفي سياق متصل، أبرزت المسؤولة الأولى على القطاع، أنّ المجلس الوطني للبرامج المكلف بإعداد «المرجعية الوطنية للتعلّم والتقييم والتكوين والتسيير، المعروف بنظام «مروات» بلغ مراحل متقدمة، وسيتم غلق هذا الملف قريبا، بحيث يفتح مباشرة ملف تحيين البرامج، وفق ما أشير إليه. وبخصوص مطلب حماية السلطة البيداغوجية، أوضحت بن غبريت أنّ جميع النصوص الصادرة تؤكد على السلطة البيداغوجية للمجالس، وكذا الطعون في نقطة الإعادة والطرد مسجلة ارتفاع نسبة التلاميذ المطرودين، خاصة في السنة الأولى والثالثة ثانوي، وأوضحت أنهم فتحوا الفرصة من خلال بروتوكول تعاون يحدد جميع المسؤوليات، متسائلة :» لماذا لا نمنح التلميذ فرصة ثانية وثالثة ونحن نملك الإمكانيات؟» استغلت الوزيرة فرصة زيارتها التفقدية إلى وهران للإجابة على عديد الأسئلة الأخرى، على غرار التدفئة المدرسية ومشكلة الصيانة، متطرقة في هذا الإطار إلى مقترح نقابة الأسلاك المشتركة المتعلّق بتكوين العمال المهنيين داخل المؤسسة، والذين صرحوا ب 15 بالمائة من المؤسسات دون تدفئة، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار جانب تكوين العمال المهنيين في إطار الصيانة. وأكدت بن غبريت في الختام أنّ ظروف تحسين التمدرس من أهم مهام القطاع، ولاسيما الجانب البيداغوجي، بالنظر إلى مهمة المنظومة التربوية، في إشارة منها إلى التقييمات التي شملت مختلف جوانب القطاع، وتم على إثرها وضع قاعدة معطيات مضبوطة من أجل إعداد المرجعية الوطنية للبرامج الخاصة بالمواد، انطلاقا من المرجعية العامة للمناهج التي تستند إلى البعد الوطني الجزائري والكفاءات. مطالب بدمج أطفال التوحد في المدرسة العمومية من جهة أخرى، وقفت الوزيرة خلال زيارتها إلى وهران التي دامت يومين على مجهودات القطاع المبذولة إقليميا لتلبية جميع الرغبات في المجال، حسبما ورد عنها خلال إشرافها على تدشين ثانوية ومدرسة ابتدائية ومتوسطة بكل من بئر الجير وقديل والكرمة، كما وقفت عند مؤسستين تربويتين في الأطوار الثلاثة تابعة للقطاع الخاص. كما حضرت جانبا من ورشات العمل في إطار اليوم الدراسي حول « طيف التوحد: تكفل وآفاق» بثانوية بلعكرمي عبد القادر بقديل، الهدف منه وضع مخطط عمل لتعزيز التكفل بهذه الفئة من التلاميذ في إطار التعاون بين الصحة والتضامن، أكدت الوزيرة على ضرورة العمل الحثيث لتنسيق مختلف الجهود من أجل دمج هؤلاء الأطفال في المدرسة العمومية.