جدد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، مطلب ترسيم 28 جانفي يوما وطنيا على غرار يوم الطالب وعيد العمال، مبرزا الدور الهام للتجار في المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، من خلال ضمان شبكة توزيع المنتوجات الوطنية عبر كامل ولايات الوطن وفي الخارج. قال بولنوار، بقاعة علي معاشي بقصر المعارض، في الكلمة التي ألقاها، أمس، بمناسبة الذكرى 62 للإضراب الذي شنه التجار سنة 1957، تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني، مؤكدين من خلاله التفافهم حول الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن التاجر الحقيقي مرتبط بوطنيته، وإذا كان التجار في الحقبة الاستعمارية سندا وعونا وممونا للثورة، فإنهم اليوم يواصلون نوعا آخر من النضال وهو تطوير النشاط التجاري أوضح بولنوار، انه منذ أسبوع فقط تم ترسيم الجمعية ومنح لها الاعتماد من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية وهي جمعية مهنية يحكما قانون 12-06، أي قانون الجمعيات وليس قانون النقابات، وهذا ما يعطيها دورا أكبر من مجرد تنظيم نقابي، وهو المشاركة في حل المشاكل التي يتخبط فيها القطاع التجاري، والمشاركة في التنمية الاقتصادية، وكذا المشاركة في رفع القدرة الشرائية للمواطن. برامج تكوين وتأهيل لتطوير النشاطات التجارية والحرفية فيما يتعلق بمساهمة التاجر في الرفع من القدرة الشرائية، أكد بولنوار أنه لا يمكن أن يتطور النشاط التجاري إذا لم تتطور المنظومة الاقتصادية ككل، لأن بتطورها ينتج عنها بحبوحة مالية تنعكس على المواطن وبالتالي ترفع من قدرته الشرائية وبالتالي يستفيد منها التاجر، لأنه كلما كانت ميزانية الأسر مرتفعة، يرتفع استهلاك المنتوجات المختلفة التي تجدها عند التجار، ولذلك من واجب هذا الأخير أن يساهم في تطوير اقتصاد بلاده. وذكر المتحدث بالأهداف التي تنتظر الجمعية المتمثلة في هيكلة جميع النشاطات التجارية والحرفية والخدمات في جميع الولايات، بالإضافة إلى تجسيد برامج تكوين وتأهيل يشمل جميع النشاطات، لتطوير الحرف من خلال معرفة التقنيات الجديدة التي دخلت مجال التسويق المعتمدة في دول العالم، مشيرا إلى أن 60٪ من التجار لا يستعملون الإعلام الآلي في العمليات التجارية. بكاي: التجار حلقة مهمة في التنمية الاقتصادية من جهته قال بكاي، ممثل وزارة التجارة، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الوزير، إن الهيكل المنظم للتجار والحرفيين يعتبر حلقة مهمة في التنمية الاقتصادية وفي ازدهار البلاد، ويساهم بكل أمانة في أداء الدور المنوط به في التنمية الاقتصادية التي تؤدي حتما إلى الاستقرار الاجتماعي. وأكد بكاي في سياق الحديث، أن الوزارة تفتح أبوابها لهذه الشريحة الهامة المتمثلة في التجار والحرفيين من اجل إيجاد الحلول لكل الانشغالات التي يعبر عنها التجار والحرفيين الجزائريين، وأضاف أن الحوار مع الشركاء الاجتماعيين أثبت انه السبيل الوحيد للتكفل بكل المطالب المرفوعة، منها ما يتعلق بتحسين هامش الربح الذي طالب به التجار الذي يسمح له بمواصلة نشاطه في أحسن الظروف. زغيدي: الشهداء زيغوت وبن بولعيد وبن مهيدي... كانوا تجارا أما الدكتور زغيدي أستاذ وباحث في التاريخ، فقد أبرز في مداخلته عن التاجر الدور الكبير الذي قام به التجار في مقاومة الاحتلال، حيث سجل حضورا في كل المظاهرات الوطنية، مشيرا إلى أن اتحاد التجار كان ثالث منظمة وطنية تلتحق بالثورة التحريرية. أفاد زغيدي، أن مؤتمر الصومام المنعقد في أوت 1956 أعطى لفئة التجار والحرفيين أهمية خاصة، حيث نص على أن الاتحاد العام للتجار الجزائريين سيتبوأ مكانة هامة بجانب منظمة اتحاد العام للعمال الجزائريين، «و من واجب جبهة التحرير الوطني أن تساعد هذه المنظمة على التطور والتوسع بتوفير الظروف والشروط السياسية المناسبة».