عبر اول امس السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية عن ارتياحه لمستوى تعزيز العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية منذ الزيادة الرسمية التي قام بها الرئيس تيكولا ساركوزي الى بلادنا في سنة 2007. واضاف مدلسي خلال ندوة صحيفة عقدها باقامة الميثاق رفقة نظيره الفرنسي آلان جوبي انه تم تقييم اتفاقيات الشراكة والتعاون المبرمة منذ حوالي اربع سنوات في شتى القطاعات الاقتصادية والنووية والعسكرية،، والتي تتطلب تجديدها من منظور اتفاق آخر يمتد على خمس سنوات، كما تم البحث في مدى مطابقة اتفاق 1968 حول الشؤون القنصلية. واشار مدلسي بعجالة الى العديد من الملفات الدولية التي جرى تناولها، منها الاحداث في ليبيا التي تستدعي حلا سياسيا والوضع في الساحل الذي هو متكفل به، والشرق الاوسط الذي هو مدعو ان يخرج من حالة الانسداد مع التذكير بالمبادرات الفرنسية في هذه المنطقة.. مع التذكير بدور كل من الجزائروفرنسا على تدعيم علاقاتهما في اطار البحر الابيض المتوسط. وفي مسألة الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي فصل مدلسي في الامر من خلال احالة المسألة على الجامعة العربية والاتحاد الافريقي.. مذكرا بتجميد عضوية ليبيا في الجامعة، وكذلك تسطير خارطة طريق من طرف الاتحاد الافريقي والموقف الجزائري منسجم مع الهيئتين السالفتي الذكر. ونفى مدلسي نفيا قاطعا ان تكون هناك ضغوطا تمارس على الجزائر قصد مطالبة السفير الليبي بمغادرة البلد، مشددا بان الجزائر بلد سيد ومسؤول وترفض اي املاءات عليها او شيء من هذا القبيل، مؤكدا بان ليبيا عضو كامل الحقوق بالامم المتحدة، وعاصمة ليبيا هي طرابلس. ومن جهته نوه وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والاوروبية بمحتوى المحادثات التي اجراها مع المسؤولين الجزائريين انطلاقا من ان العلاقات الثنائية تصنف في فترة خاصة قاعدتها الثقة المتبادلة والصراحة، زادتها متانة زيارة رافاران الى الجزائر التي كانت ناجحة.. وفي هذا الشأن فان استعراض مسار العلاقات الاقتصادية يحتم تجديد اتفاق الشراكة والتعاون، بالاضافة الى طرح على بساط البحث مسائل منها تنقل الاشخاص، والتجارب النووية في الصحراء الجزائرية، في هذا الاطار فان هناك عملا ينجز من خلال تنصيب فوج عمل لمعاينة الاوضاع في المناطق التي تعرضت للتفجيرات النووية، وما خلفه من تبعات صحية وكذلك الاصابات الناجمة عن الاشعاعات ودعما لذلك قال مدلسي ان هناك فوج عمل لتحضير اتفاق ثقافي يتم بموجبه تعويض الجزائريين ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية، ومثل هذا الملف لا يغضب او يقلق فرنسا. وتحدث آلان جوبي مطولا عن الاوضاع في ليبيا، قائلا اننا نريد حلا، من خلال ايعاز هذا المسعى لليبيين انفسهم مفندا اي اتهام ضد الجزائر فيما يخص قضية المرتزقة وفي نفس السياق اوضح جوبي بان التدخل العسكري هدفه تجنب المجزرة في بن غازي، وما نريد على ضوء لقاء دول الاتصال بأبو ظبي توقيف اطلاق النار وانسحاب قوات القذافي، ونشر قوات مراقبة دولية، واورد ان كل من يقصف شعبه عليه بمغادرة السلطة ولا يبقى فيها. وعن قضية الصحراء الغربية يرى جوبي بأن فرنسا تتبع مسار التسوية الاممي مؤكدا بانه مرتاح لسماعه مقاربة ان هذا الملف لا يؤثر على العلاقات مع المغرب. وثمن وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ما تقوم به الجزائر في منطقة الساحل، وسعيها لجمع قادة هذه البلدان مثل ما شهدته بماكو مؤخرا، لان الهدف من كل هذا العمل هو محاربة الارهاب والجريمة المنظمة والتخلف. وابدى استعداد فرنسا للمشاركة في الاجتماعات القادمة، بالرغم من ان بلدنا ليست من الساحل الا انها تقيم علاقات وطيدة مع حل بلدان المنطقة مطالبا بشراكة قوية.