تمكنت مصالح أمن عنابة أول أمس الخميس من توقيف الجناة الثلاثة، المشتبه فيهم في مقتل الطالب الزيمبابوي “ندوزو بروسبار”، ويتعلق الأمر بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، حيث اعترفوا بالجرم المنسوب إليهم في إزهاق روح الطالب الدولي من أجل السرقة. استنكر والي ولاية عنابة توفيق مزهود هذا العمل الإجرامي الذي اعتبره لا صلة له لا بأعرافنا ولا بتقاليدنا، وذلك خلال استقباله أول أمس ممثلي الطلبة الجامعيين من الجنسية الزمبابوية، معربا عن مواساته لهم ووقوف السلطات العليا للبلاد إلى جانبهم، وبأنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات لمعاقبة الجناة على فعلتهم الشنيعة. وقد خرج أول أمس الخميس عشرات الطلبة الجامعيين بولاية عنابة، في مسيرة احتجاجية، تنديدا بالجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها طالب جامعي من زيمبابوي “ندوزو بروسبار” ليلة الأربعاء الماضي، والذي تعرض للقتل من طرف عصابة أشرار ببلدية سيدي عمار، لأجل سرقة هاتف نقال.وندد الطلبة المحتجون من زملاء الفقيد ورفقائه بالاعتداء الجبان الذي تعرض له طالب أجنبي بجامعة باجي مختار بعنابة، كان همه الوحيد العودة بشهادة جامعية إلى بلده، إلا أنه عاد نعش محملا على الأكتاف، مطالبين من العدالة الجزائرية فتح تحقيق معمق وإلقاء القبض على القتلة الذين تسببوا في وفاته بأبشع الطرق، كما طالب الجامعيون الأجانب ضرورة حمايتهم من هذه الاعتداءات التي باتوا يتعرضون لها في عديد المرات. وقالوا إنهم جاءوا إلى الجزائر من أجل الدراسة، وبأنهم طلبة دوليون لديهم حقوق مثلهم مثل غيرهم من الطلبة المقيمين في الجزائر، حيث طالبوا بالعدالة ومحاسبة المجرمين الذين تسببوا في مقتل هذا الطالب دون أي وجه حق. وبحسب رواية صديقه المقرب، فقد تعرض الطالب الزيمبابوي لاعتداء بالسلاح الأبيض، أصيب على إثرها بنزيف حاد بسبب جرح عميق على مستوى الفخذ، وبعد ساعة من الانتظار تم إسعافه بمستشفى “الحجار” حيث بقي مدة في غرفة الإنعاش إلى أن وافته المنية، ليتلقى أصدقاؤه وكل طلبة جامعة باجي مختار فاجعة وفاة زميلهم، والذي يُشهد له الجميع بحسن السيرة، وتفانيه في الدراسة، حيث كان الأول في دفعته، على أمل العودة إلى بلده بشهادة التخرج، حيث تحصل على منحة للدراسة بالجزائر، ليلتحق بعنابة منذ 06 سنوات، وكان يحضر لرسالة التخرج ماستر 2 في الإلكترونيك. وأشار زميله المقرب إلى أن الاعتداء وقع حين قرر هو وزميله المقتول التوجه نحو سوق الخضر والفواكه لجلب بعض الخضار، على اعتبار أن المطعم الجامعي كان مغلقا بسبب إضراب الطلبة، حيث كان هناك 03 أشخاص جالسين وفي طريق عودتهم نحو الإقامة الجامعية “جبايلي صالحي” بسيدي عمار والتي يقيمون بها، توجهت نحوهم هذه العصابة ليقوموا بالاعتداء عليهم لأجل سرقة هاتف نقال، وإصابة زميله البالغ من العمر 25 سنة على مستوى الفخذ ما أدى إلى وفاته. وكانت مصالح أمن عنابة قد فتحت تحقيقا فوريا لمعرفة هوية المجرمين الذين لاذوا بالفرار بمجرد ارتكابهم لجريمتهم الشنعاء، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية، لتوقيف المشتبه فيهم في أسرع وقت ممكن، وتقديمهم أمام الجهات القضائية.