خرجت حركة «السترات الصفراء» في احتجاجات جديدة للسبت الرابع عشر، أمس، في باريس وعدد من المدن الفرنسية، بعد ثلاثة أشهر من الحراك الشعبي غير المسبوق المناهض لسياسات الرئيس ماكرون الإصلاحية. تظاهر عشرات الآلاف من محتجي السترات الصفراء بالمدن الفرنسية، وبالأخص العاصمة باريس، وحسب وسائل إعلامية محلية فإن حشدا «معتبرا نزل في الصبيحة للتظاهر بجادة الشانزليزيه وساحة المعطوبين». ورفع المحتجون شعارات منددة بسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقالوا «..ماكرون نحن قادمون إليك حيث أنت»، وعبئت الشرطة عناصرها لمرافقة المسيرة الباريسية تحسبا لنشوب أعمال عنف. وتم إطلاق دعوة على موقع فيسبوك تشهد متابعة واسعة إلى «تحركات عصيان» و»إغلاق ساحة النجمة لأطول مدة ممكنة» يوم أمس. وفي تحرك آخر يلقى شعبية أوسع على شبكة التواصل الاجتماعي، أطلقت دعوة إلى تحرك اليوم الأحد في المكان نفسه لمظاهرة «سلمية». من جهتها، حذرت شرطة باريس من أنها «لا تستبعد أن تجري خلال هذين اليومين تجمعات غير رسمية وتشكيل مواكب غير منضبطة»، مؤكدة أنها ستنشر «العدد المناسب من القوات» لضمان أمن العاصمة الفرنسية. وتنشر الحكومة الفرنسية منذ انطلاق المظاهرات أزيد من 80 ألف عنصر أمن، لمجابهة الاحتجاجات في مختلف المدن الفرنسية، معتمدة على مدرعات وأحصنة ومدعومة بأجهزة الدرك. 3 أشهر.. وحرب الأرقام وفي مدينتي بوردو وتولوز اللتين تشكلان معقلين آخرين للاحتجاج الشعبي غير المسبوق، جرت تجمعات بعد ظهر أمس قبل مسيرات تخللتها أعمال عنف. وفي منطقة ميدي بيرينيه والشرق، دعت مجموعات عديدة إلى الاحتفال بمرور ثلاثة أشهر على بدء حركة الاحتجاج، عبر تجمعات في الدوارات. ونظمت تجمعات يوم أمس في مدن أخرى بينها مرسيليا وليون ونانت وليل ونيس وغيرها. وتشير أرقام الحكومة التي أحصت 51 ألفا و400 متظاهر في فرنسا السبت الماضي، إلى تراجع في التعبئة في الأسابيع الأخيرة، لكن حركة الاحتجاج تنفي ذلك وتتحدث عن ثبات حجم قوتها، مؤكدة أن 118 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع الأسبوع الماضي. حوار الطرشان ويريد كثيرون من ناشطي التحرك «عدم التوقف» بعد أسبوع مثل خلاله اثنان من شخصياتها هما سائق الشاحنات إيريك درويه والملاكم السابق كريستوف ديتينجي، أمام القضاء في باريس. وردت ناطقة باسم المحتجين في مرسيليا «لا أرى سببا لنتوقف، إنهم لا يصغون إلينا». مضيفة أن «النقاش جار هنا لكن نحن ومنذ نوفمبر، نعرف ما تريده شيء ملموس، أي زيادة القدرة الشرائية ومزيد من الخدمات العامة». وبين الحكومة المنشغلة بالترويج للنقاش الكبير والمتظاهرين الذين يدينون مشاورات يعتبرونها شكلية، يتواصل حوار «الطرشان».