انطلقت، أول أمس، بالساحة البلدية للقليعة بولاية تيبازة فعاليات الطبعة الأولى لعيد السللة بمشاركة 25 حرفيا قدموا من مختلف بلديات الولاية في تخصصات مختلفة تندرج ضمن شعبة السللة أو التدرية التي تشتهر بها مدينة القليعة منذ القدم. قال مدير غرفة الحرف و الصناعات التقليدية بالولاية السيّد مراد سعيداني بأنّ التظاهرة التي تتواصل الى غاية يوم السبت القادم تهدف بالدرجة الأولى الى لم شمل الحرفيين المنتسبين لهذه الشعبة ومرافقتهم لانشاء جمعية مهنية خاصة بهم لتتم مرافقتهم من خلالها، مشيرا الى كون الطبعة الثانية للتظاهرة المرتقبة العام القادم ستكتسي طابعا وطنيا بامتياز. لأنّ التدرية أو السللة تصنع بالقليعة دون غيرها من المدن بالمنطقة لأسباب تاريخية وأخرى مهنية بحتة، فإنّ نماذج أخرى من السللة التقليدية يتم تصنيعها بالمناطق الغربية للولاية و بدرجة أقلّ بالناحية الوسطى بحيث يتم استعمال الدوم والرافيا التي يتم نسجها بطريقة تقليدية بحتة، كما يتخصص بعض الحرفيين في صناعة السللة بالقصب و الحطب المنشورين، بحيث يتم انجاز أدوات و أوان منزلية تحوز على فترة حياة طويلة نسبيا مقارنة مع تلك التي تنتجها الماكنات الصناعية ناهيك عن استعمال مواد طبيعية بحتة و معفاة من مختلف المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب في مضاعفات صحية غير محمودة العواقب. أشار العديد من العارضين بالتظاهرة إلى كون مهنة صناعة السللة ترتبط أساسا بعدّة عوامل استراتيجية كعلاقتها بالتاريخ و العادات والتقاليد، إضافة إلى توفيرها لعدد محترم من مناصب الشغل، فيما أشار آخرون إلى كون ذات الحرفة تطورت كثيرا بالتوازي مع توالي السنوات باعتبارها أضحت تستعمل تقنيات حديثة تحمل في طياتها أوجها متعددة من الإبداع و التنوع تماشيا و متطلبات السوق، لتتحول هذه الحرفة بذلك إلى رافد مهم من روافد الصناعات التقليدية بولاية تيبازة.