دعا أمس الامام السعودي حمود ابن نافع العنزي المجتمعات العربية الى الحذر من المؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها الوطن العربي مؤكدا بانه مهما بلغت درجة أخطاء الحكام فلا يجب الخروج عن الطاعة، وهاجم المتحدث في المؤتمر الدولي حول «الأحداث في ليبيا وأثرها على العالم الاسلامي» الذي احتضنته طرابلس حلف ''الناتو''. وعن أسباب الفتن وكيفية الخروج منها والمصالحة الوطنية في الجزائر وامكانية الاستعانة نكتشف كل هذه الأفكار في هذا الحوار الذي خص به الامام صحيفة «الشعب». ̄الشعب: كيف تقيم الأوضاع في ليبيا وهل يمكن اعتبارها فتنة؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: ان ما يتعرض له الشعب الليبي عدوان غاشم وهمجي لما اطلعت عليه في المستشفيات والمدن من آثار لتدمير العباد والبلاد جراء القصف الوحشي وادمج هذا العدوان في خانة قانون الغاب الذي يطبقه الغرب على الأمة العربية والاسلامية وعلى الشعب الليبي الأبي، وأبشر اخواني العرب والمسلمين في كل مكان بان اخوانهم في ليبيا صخرة صماء ستتحطم عليها قوة الناتو مهما عظمت طائراتهم وأسلحتهم وبارجاتهم الا أن الشعب الليبي يملك سلاحا لايملكون عشر معشاره وهو سلاح الايمان والتقوى، فهم معتصمون بيد الله وكتابه ومتحدون كيد واحدة ضد من يريد ببلادهم الشر، وانتهز الفرصة لأوجه لاخواني العرب والمسلمين بان لا تخدعهم خطب وخطط الناتو والغرب التي تؤكد بانهم سيستفيدون من الحرية والديمقراطية ولنا في العراق مثال على خداع الغرب كما نرى ما يحدث في الصومال ورأينا الديمقراطية التي يريدون أن يفروغها في ليبيا فيا أيها الشباب أحكموا عقولكم وتمسكوا ببلادكم ووحدتها في مشارق الأرض ومغاربها وخاصة للعرب والمسلمين على الخصوص فنحن مستهدفين، لا تنطوي عليكم اكذوبة الربيع العربي فهو خريف وليس ربيع، بل هو ربيع للغرب سيمكنهم من الاستحواذ على ثرواتنا وزرع الفتن أما نتائجها على العرب والمسلمين فهي خريف ولا شك، أنا حقيقة متعب جدا مما لاحظته من انتهاكات وأصبت بإحباط من العدوان الغاشم. وأدعو الله من هذا المنبر أن يحفظ جميع البلاد العربية من مؤامرات السوء والتقسيم. ̄ كيف تعلق على دعوات عديد الأطراف الخروج على طاعة الحاكم؟ وما هو موقف الشرع من هذه الدعوات؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: نقول لهذه الأطراف قدموا لنا آية أو حديث يدل على شرعية هذا الفعل إن الآيات والأحاديث صريحة في هذا الشأن فمهما بلغ بهم الظلم لا يجوز الخروج عن ولي الأمر لأن أهل السنة والجماعة اعتقدوا هذا الاعتقاد لما يترتب على السمع والطاعة واجتماع الكلمة من مصالح عظيمة بينما يترتب على الخروج مفاسد كثيرة جدا ورأينا هذه المفاسد في كثير من البلدان العربية عبر مر التاريخ، واكتشفنا أنه لم يأت خروج على حاكم له شرعيته في بلاد او أمة الا وياتي بالويلات المتتالية والمتتابعة ومنها قتل النفس وانتهاك الأعراض واختلال الأمن وكل هذا لا يعني أن لنا قدسية لأية فرد مهما كان والعصمة بالوحي للقرآن والسنة فالفتوى يجب أن تكون نابعة من القرآن والسنة والا فلا نقبلها فالحق أولى من كل شيئ. ̄ كيف هو السبيل للخروج من الفتن التي تعصف بالأمة العربية؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: ان أول خطوة للخروج من الفتن التي تعصف بالأمة العربية هي العودة أولا الى ما كان عليه الوضع قبل انطلاق الفتنة وهذا فيه نص صريح وهو ان تعودوا ما كنتم عليه وهو الاعتصام بالكتاب والسنة والعودة الى حظيرة الجماعة والتزام السمع والطاعة ومن كانت له مطالب عليه أن يقدمها بالطرق الشرعية وهذا بدون حمل السلاح او الخروج، لأننا رأينا الخروج ومفاسده، وهنا في ليبيا الظروف مواتية جدا لعودة الأوضاع الى نصابها خاصة بعد أن أصدر اجتماع مختلف القبائل الليبية عفوا شاملا، والقبائل لها قولها ومصداقيتها ومنه ضرورة استغلال الفرصة لاصلاح ذات البين وغلق أبواب الفتنة. وقد اكد لنا علي الأحول منسق القبائل الليبية أن العديد من المغرر بهم قد سلموا أسلحتهم وطلبنا من أولياء أمورهم بأن يمضوا بعدم السماح لهم للعودة الى الخروج عن النظام العام فاجدد القول أن العودة الى وضع ما قبل الفتنة هو المخرج، أم الاستنجاد بالعدوان الأجنبي فلن ينجو أحد من الفتنة. ̄ في ظل كثرة الاحتجاجات والانتقادات التي توجه للحكام العرب ماهي النصيحة التي يمكن أن توجهها لهم؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: أدعو الحكام العرب بان يبدأوا بالاصلاح قبل أن يحدث الغرب هذه الفجوة بينهم وبين شعوبهم لأن الغرب والشعوب العربية حقيقة متعطشة للمزيد من الحريات والاصلاح فقطع الطريق عليهم هذا هو الحل الأنسب والاصلاحات يجب أن تكون حسب الممكن فاذا أردت أن تطاع فأمر بقدر المستطاع، أما اصلاحات لا تقوى عليها الدولة أو تمس بالأمن، فهذا الأخير مقدم على كل شيئ وأناشد الحكام أن يشرعوا في الاصلاحات وأطلب من الحكام معرفة ما يقصد بالاصلاحات وما المراد منها. لأن الحقيقة تؤكد ان المؤامرة التي تحاك بالوطن العربي والأمة الاسلامية كبيرة وليس على ليبيا فقط. ̄ كيف ترى مواقف بعض الدول العربية التي ساندت العدوان على ليبيا؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: ان هذا الأمر سياسي وأتركه للسياسيين في السعودية ونحن العلماء في السعودية نعمل على توضيح موقف الشريعة، وقد بينوا أن الخروج عن طاعة ولي الأمر حرام شرعا، والخروج ليس منهاجا للسنة.
̄ كيف تقيمون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي اعتمدته الجزائر للخروج من الفتنة التي أصابتها؟ ̄ ̄ الامام حمود ابن نافع العنزي: ما قامت به الجزائر بالمصالحة والعفو عن المغرر بهم حق يجب أن يثمن وهذا هو المطلوب لأن من جرفته الفتنة يجب أن يستفيد من العفو حتى يعود الى حظيرة الجماعة وتشديد العقوبات يجعل المغرر به لن ينصاع لدعوات التهدئة، ولكن العفو سيمكن من تماسك الصفوف وقطع الطريق أمام دعاة الفتنة.