أكد رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية، عضو الأمانة الوطنية خطري أدوه، على أن مفاوضات التي يشرف عليها المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر تسير نحو جولة ثالثة، رغم رفض الإحتلال المغربي التخلي عن موقفه الذي يشكل عقبة أمام إحراز أي تقدم في مسار العملية السياسية. وأضاف خطري أدوه في حوار صحفي نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، أن التعنت المغربي، لا يتماشى والوضع القانوني للإقليم وكذا موقع القضية لدى الأممالمتحدة بإعتبارها مسألة تصفية إستعمار لم يكتمل بعد. وأوضح رئيس الوفد الصحراوي المفاوض، في معرض حديثه في ختام زيارة عمل تقوده إلى برلين، أن الطرف المغربي لم يبد أي اهتمام بتسوية عادلة ودائمة للنزاع في الصحراء الغربية، وهو الشيء الذي يؤكد عدم خوض وفد الاحتلال المغربي خلال النقاش مع كوهلر بشأن تدابير بناء الثقة في مسألة وضع المعتقلين السياسيين الصحراويين أو بشأن فتح المنطقة أمام المراقبين والصحفيين الدوليين، أو احترام حرية التنقل للصحراويين في المدن المحتلة من تراب الجمهورية الصحراوية. تنديد بالانحياز الفرنسي للاحتلال كما عبر المسؤول الصحراوي عن شجبه لموقف فرنسا بخصوص القضية الصحراوية، وأسفه بأن تقف وهي العضو في مجلس الأمن إلى جانب الإحتلال ورفضها لممارسة الضغوط اللازمة من أجل حل النزاع، بل الأكثر من ذلك ممارستها لضغوط شديدة على مجلس الأمن، لمنع إدانة المغرب إثر إنتهاكه لإتفاق وقف إطلاق النار، كما أقر بذلك الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير عن الحالة في الصحراء الغربية الموجه إلى المجلس في الفاتح أبريل المنصرم. وفي سياق آخر، أوضح خطري أدوه، أن تصاريح بعض المسؤولين المغاربة بشأن تقرير المصير، تعكس إستمرار رفض المغرب تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير وإختيار مستقلبه بشكل ديمقراطي ونزيه. وعن دور الإتحاد الأوروبي وموضوع الإتفاقية التجارية والصيد البحري الموقعة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب التي تشمل الصحراء الغربية ومياهها الإقليمية، أوضح المتحدث، أن أوروبا عمدت إلى عدم التجاوب مع قرارات محكمة العدل الأوروبية، ولم تقم بإستشارة جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بشأن هذه الإتفاقيات وفق هيئة الأممالمتحدة، موضحا في هذا الصدد أن موقف الساسة الأوروبيين أثبت إستهانتهم إلى جانب المغرب بكل الجهود المبذولة من أجل حل هذا النزاع. هذا ودعا رئيس المجلس الوطني، في ختام حواره الصحفي، ألمانيا بصفتها عضو في الإتحاد الأوروبي، وفي مجلس الأمن الدولي للسنتين القادمتين، إلى لعب دور إيجابي في مسار تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، وتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي هورست كوهلر وجهوده الرامية إلى إيجاد حل عادل ونهائي للنزاع يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، وفق مبادئ ومقاصد هيئة الأممالمتحدة.