أعطى وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي صورة دقيقة عما وصلته الجزائر في بناء مجتمع المعلومات وسد الفجوة الرهيبة في هذا المجال الافتراضي العجيب. وذكر الوزير في افتتاح الطبعة ال 8 لصالون تكنولوجيات الاتصال «ميد ايت» الذي تجري أشغاله تحت رعايته وتحضره كندا ضيف شرف لأول مرة أن السياسة الوطنية المسطرة منذ مدة تمهيدا للإدارة الالكترونية في أفق 2013 تعطي مزايا كثيرة للاستثمار في هذا الحقل الرقمي مكسر الحواجز والممنوعات، وتزيل على المؤسسات المستثمرة والمشاريع المصغرة المرافقة من البنوك إعفاءات جبائية وجمركية واكراهات مصرفية وجمركية إلى أبعد الحدود. وبعد أن عرف الحضور لانجازات الجزائر في مجالات تكنولوجيات الإعلام ونوه بالشراكة مع كندا في تحويل التكنولوجيا ونقل المعارف بعيدا عن النظرة الماركنتيلية أكد بن حمادي على أهمية الموارد البشرية في تكوين كفاءات ترافق المسعى الوطني وتقدم حلولا لمشاكل قائمة متراكمة تواجهها الوحدات المتعددة الاختصاص. وقال في قراءته لأبعاد التظاهرة التي يحتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالقبة منذ إنشائها عام 2004 أن كل الجهود تبقى ناقصة في غياب تقييم دقيق للحدث المتكرر كل عام ماله وما عليه داعيا إلى محطة لإقامة حوصلة تثبت بالملموس الأشياء الايجابية الواجب دعمها وإثرائها والسلبية المطالبة بالتصحيح وعلاج موطن خللها دون تأويل ومزايدة. وشدد الوزير بن حمادي كذلك على حتمية إقامة برامج معلوماتية وإعداد مضامين وبرامج وطنية جزائرية المنبع والمضمون تنهي حالة الاستهلاك الطاغية على قطاع تكنولوجيا الاتصال وتساءل بن حمادي أن هناك الآلاف المؤلفة من خريجي الجامعات ومراكز التعليم العليا تمتلك مؤهلات النجاعة لابد أن توظف في معركة إعداد برامج وطنية معلوماتية تحتاجها الجزائر الرافضة أن تبقى مجالا لاستقبال العلامات الأجنبية في مختلف جهات المعمورة. وكشف الوزير عن البرنامج الوطني في توظيف تكنولوجيات الاتصال بغرض التكفل بالمواطن وعصرنة الخدمات وربط شبكة معلوماتية بين مختلف القطاعات. وهي مهمة تتولاها مؤسسة البريد بتحديث 3700 مكتب تزيل مشكل الطوابير والازدحام، وتتولاه العدالة والداخلية والتعليم العالي، أنجزت هذه المهام عبر شراكة أجنبية شكلت على الدوام الأولوية الإستراتيجية حسب رئيس ديوان وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام ماليك سي محند الذي تحدث باختصار عن أهمية التجربة الجزائرية في هذا الحقل الذي يعرف إصلاحات جذرية. من جهتها عرفت السفيرة الكندية السيدة جنيفياف ديريفيار تجربة بلادها مراهنة على الشراكة مع الجزائر في انجاز مشاريع تكنولوجية وتقديم اقتراحات حلول للمؤسسات الوطنية التي عليها توظيف هذه التقنية ليس فقط في التموقع بخارطة تشهد منافسة حادة بل للولوج إلى الفضاءات الخارجية البعيدة. وحسب السفيرة فان هناك 30 ألف مؤسسة كندية في قطاع تكنولوجيات الإعلام مداخلها السنوية 140 مليار ساهمت في توسيع شبكة الربط بالانترنيت رافعة الزبائن إلى 27 مليون يمثلون 84 في المائة من السكان. ونوهت السفيرة بالكفاءات الجزائرية العاملة في الحقل الافتراضي المسيرة لمؤسسات رائدة ومشاريع هامة في الرقمية، وقالت أن هذه الموارد يضاف إليها الكفاءات الكندية الأخرى بإمكانها أن تكون حلقة ربط واتصال مع الجزائر ترافقها في انجاز برامج إستراتيجية منها الدخول إلى الجيل الثالث الذي تراهن عليه الجزائر كثيرا. وكانت هذه المحطة محل اهتمام متدخلين آخرين في التظاهرة بقصر الثقافة المعززة على مدار ثلاثة أيام بأنشطة ومحاضرات تكشف بالملموس ماذا يحققه قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال ولماذا تبقى وحدات كثيرة مترددة لا تقتحمه بالكيفية المطلوبة؟. ذكر بهذا الجانب كريم شرفاوي مدير عام «اكس.كوم» منظمة الصالون كاشفا عن أرقاما حققت بفضل تكنولوجيات الاتصال لا سيما في عالم الشغل، وقال انه يتوقع تسجيل 100 ألف منصب شغل دائم في أفق 2014 دون نسيان المزايا الأخرى في ميدان رفع المؤسسات الجزائرية المقتحمة للمجال الرقمي الإنتاج والتوسع وكسر حالة الندرة والكساد. ذكر بهذا الجانب الذي تكشف النقاب عنه بالتفصيل جلسات المهنيين في الصالون وحواراتهم من أجل الشراكة والندوات الفكرية المفتوحة بالغة 65 محاضرة يقدمها أهل الاختصاص في الرقمية العجيبة محولة العالم المتباعد الأطراف إلى وحدة متكاملة شفافة.