يعرض الصالون الدولي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في طبعته ال8 بقصر الثقافة مفدي زكريا بالقبة آخر ما وصله العالم الرقمي العجيب مقرب المسافات محولا الكرة الأرضية إلى قرية شفافة لا تعترف بالحواجز والحدود. ويكشف الصالون (ميد-ات) عن اقتراحات حلول لمشاكل تكنولوجية تعترض المؤسسات الجزائرية في معركتها الطاحنة لاقتحام المجال المعلوماتي الذي بات احد المؤشرات الأساسية في النمو والتطور وخلق مناصب الشغل، بل مقياسا يعتمد عليه في وضع تصنيفات دقيقة بين الوحدات الناشئة والمتخلفة بعيدا عن المعيار التقليدي المحدد للدول وفق منظور التقدم والتأخر فقط. ويعد الصالون الذي كسب الرواج من حيث مهنيته وتنظيمه في زمنه ومكانه واجهة للمؤسسة الجزائرية للاطلاع على تجارب الآخرين في أنظمة المعلوماتية والحلول الرقمية والنظر في ما يمكن الاستفادة منه في التطور واقتحام مجتمع المعلوماتية الذي تراهن الجزائر عليه من خلال الإدارة الالكترونية المقررة في أفق 2013. وحسب منظمي الصالون الذي تجري وقائعه أيام 26 و27 و28 سبتمبر الجاري فان الطبعة ال 8 تحمل هذه المرة الجديد على صعيدين أولهما تحسيس الشباب حاملي المشاريع الاستثمار في الرقمية خاصة الهاتف النقال وما يحمله من قفزة نوعية واتساعا وخدماتية. وهو قطاع في الرواج المدهش بالجزائر ويشكل استثمارا مربحا بالنظر إلى تزايد الزبائن والمستعملين تماشيا والموجة العالمية. وهناك أرقام تتحدث عن إمكانية بلوغ مستعملي النقال وخدماته الرقمية المعلوماتية 180 مليون شخص عبر مختلف جهات المعمورة والجزائر احد مكوناتها. والجديد الثاني الذي يتابع باهتمام مشاركة متعاملين من الوزن الثقيل في التظاهرة لأول مرة اقتناعا راسخا بأهميتها ليس فقط في التعريف بالحلول التكنولوجية لكن التباحث في فرص الشراكة والاستثمار في قطاع يحمل إغراءات تسيل اللعاب منذ الشروع في إصلاحات جذرية. وهي إصلاحات تحرص سلطة الضبط على أن تجري في سياق الشفافية تفرض على الشريك الأجنبي الذي انتزع صفقات في مناقصة محتدمة احترام دفتر الشروط. من المشاركين الجدد مؤسسة (داسو) لأنظمة المعلوماتية الرائدة في الحلول الرقمية الثلاثية الأبعاد. وتعرض المؤسسة لأول مرة في الصالون يوم افتتاحه الاكتشافات التي حققتها في أبحاثه الطويلة لفك الغاز اكبر أهرامات خوفو. وهو هرم ظل يحتفظ باسراره وطلاسمه على ممر العصور والحقب. تعطى تفاصيل الاكتشاف الذي حققه المهندس المعماري الفرنسي جون بيار هودين و«مؤسسة داسو الأنظمة المعلوماتية» في شريط وثائقي يحمل الأبعاد الرقمية الثلاثة بقاعة المحاضرات في قصر الثقافة مفدي زكريا. وتظهر الوثيقة المعروضة على المشاهد الجزائري بقصر الثقافة كيف جاء اكتشاف داسو لهذا الانجاز الهندسي العجيب الذي ما زال يحتفظ بقوته وهيبته. كيف جاءت مقدمة أجوبة على تساؤلات محيرة عن انجاز أهرامات خوفو بعد 12 سنة من البحث والتحري و35 ألف ساعة من جهد بذله المهندس جون بيار هودين وفريق عمله للتوصل لهذه النتيجة الباهرة. إنه سحر التكنولوجيا الرقمية حاملة معها أسرار اكبر من أسرار الأهرامات وأكثرها قوة في زمن المعلوماتية التي أسقطت الجغرافيا وكسرت الممنوعات والحصارات تاركة المجال المفتوح إلى الصورة الرقمية كل العجب والافتراضية!